اليمن الاتحادي/ متابعات:
في مشهد بدا وكأنه مقدمة لكارثة إقليمية، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى مستويات غير مسبوقة خلال الساعات الماضية، بعدما أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعوة علنية لإخلاء العاصمة الإيرانية طهران بشكل فوري، وغادر قمة مجموعة السبع في فرنسا قبل يوم من موعدها الرسمي، عائداً إلى واشنطن.
التحرك المفاجئ لترامب جاء بالتوازي مع أوامر عاجلة أصدرها لمجلس الأمن القومي الأميركي بالتأهب الكامل، والتواجد الفوري في غرفة الطوارئ بالبيت الأبيض، في مؤشر واضح على استشعاره لخطر داهم، واحتمالية اندلاع مواجهة وشيكة مع إيران.
في المقابل، لم يتأخر الرد الإيراني كثيرًا، إذ أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان متلفز أن “الوقت قد حان لإخلاء كافة المدن الإسرائيلية”، ملوحا بما وصفها بـ”ضربة كبرى لن ينجو منها أحد”، إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية على الداخل الإيراني.
الصين، التي التزمت الصمت طيلة الأيام الماضية، دخلت أخيراً على خط الأزمة، وأصدرت عبر خارجيتها بياناً رسمياً طالبت فيه جميع رعاياها بمغادرة الأراضي الإسرائيلية فوراً في خطوة مفاجئة من بكين التي نادراً ما تتخذ مواقف معلنة في مثل هذه النزاعات.
أما في الداخل الإيراني، فقد تحوّلت العاصمة طهران إلى ما يشبه ساحة انهيار شامل، حيث بدأ آلاف السكان بمغادرة المدينة في مشاهد تخللها الذعر والفوضى، وسط غياب واضح للسيطرة الأمنية في بعض المناطق.
وسُجّلت اشتباكات متفرقة في الأحياء الجنوبية والشرقية من العاصمة، ترافق ذلك مع أنباء عن عمليات نهب لمحال الذهب، وتزاحم غير مسبوق أمام البنوك، التي فرضت حولها السلطات إجراءات أمنية مشددة.
مصادر محلية تحدثت عن حالات اعتقال واسعة داخل صفوف الحرس الثوري، وسط تسريبات عن تصفيات داخلية طالت قيادات ميدانية متهمة بـ”سوء التقدير والتخاذل”، فيما أشارت تقارير إعلامية غربية إلى أن بعض دوائر القرار في طهران بدأت تفقد السيطرة على المشهد.
في المقابل، واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية مركّزة على منشآت إيرانية في طهران وكرمانشاه وأصفهان، فيما ردت طهران بمزيد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه تل أبيب وحيفا، وسط حالة من الاستنفار الكامل في الداخل الإسرائيلي.
وفي ظل هذا التصعيد المتسارع، تبدو المنطقة على أعتاب انفجار شامل قد لا تبقى نيرانه محصورة في حدود طهران وتل أبيب، بل تمتد لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية تحاول حتى اللحظة نزع فتيل الأزمة… لكن الوقت يضيق، والتهديدات تتصاعد، والساعات القادمة ستكون بلا شك، حاسمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news