قال الكاتب والمحلل السياسي نبيل الصوفي إن إيران التي سعت لعقود لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية، تجد نفسها اليوم محاصَرة بتداعيات مشروعها، بعد أن انقلب عليها التمدد الإقليمي وتحول إلى عبء يُهدد أمنها ومصالحها.
وأوضح الصوفي، في منشور نشره على منصة “إكس”، أن البرنامج النووي الإيراني لم يكن وليد الثورة، بل بدأ في عهد الشاه، الحليف الوثيق للغرب، وبدعم مباشر منه. وأضاف أن الغرب، بما فيه الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، ظل يعتبر إيران تهديداً نابعاً من الأيديولوجيا الإسلامية، لا سيما تجاه العالم العربي.
وأشار إلى أن إيران ظلت تُشحذ طاقاتها، وفق تعبيره، للسيطرة على الحرمين الشريفين، في الوقت الذي واصلت فيه إسقاط العواصم العربية واحدة تلو الأخرى. لكن المفارقة الكبرى، بحسب الصوفي، كانت في بروز قيادات عربية متطرفة موالية للحرس الثوري الإيراني، تبنّت مشروع الصراع المسلح داخل العواصم العربية.
وسرد الصوفي مسار هذا التحول قائلاً إن المرحلة بدأت مع عماد مغنية وحسن نصر الله، وانتهت مع يحيى السنوار، موضحاً أن هذه القيادات الشابة اندفعت نحو السيطرة دون حسابات دقيقة، ومع سقوط بعض المناطق العربية، لم تعد ترى أمامها سوى الثنائية الإيرانية الإسرائيلية كعدو مباشر.
وأضاف أن الجغرافيا السياسية لا ترحم، فهي تُعيد ترتيب المصالح والخطر على العدو والصديق معًا. واعتبر أن الولايات المتحدة لعبت دوراً في فتح الأرض اليمنية لهذا المشروع، مضيفاً: “بغطاء أمريكي، أُضيفت صنعاء إلى حظيرة طهران، في محاولة لتخفيف الاندفاع في محيط إسرائيل، لكن السنوار خرج من السجن وكتب الفصل الأخير”.
وأشار إلى أن السنوار أعاد إيران إلى حدود المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وهو ما لم تكن طهران تريده في تلك المرحلة، إذ حاولت التغاضي، لكنها لو كانت أطلقت صواريخها يوم 7 أكتوبر كما فعلت لاحقاً، لكان العالم قد دخل سيناريو “هرمجدون”، على حد وصفه.
واختتم الصوفي منشوره بالقول إن إيران كانت قادرة على الوصول إلى القنبلة النووية لو أنها قدّمت خطاباً تصالحياً وتجنّبت تفخيخ العالم العربي، لكنها فضّلت اللعب المزدوج، وأيقظت نزاعات ارتدت عليها، لتجد نفسها في النهاية محاطة بعالم عربي يُوازن المسافة بين طهران وتل أبيب، لا أقرب إليها ولا معها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news