تفرض جماعة الحوثية تعتيما شديدا حول طبيعة هجمات طالت أهدافا للجماعة مساء السبت، في منطقة السبعين جنوبي العاصمة صنعاء الخاضعة للجماعة، في ظل القيود العنيفة التي تفرضها الجماعة على المجتمع بهدف تجنّب تسرب معلومات حول أهداف ونتائج الهجمات.
وشهدت المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية تفجيرات في مخازن ومرافق تابعة للجماعة في صنعاء وتعز وقرب مرفأ الحديدة.
وفي مساء يوم الأربعاء الماضي، تحدث سكان بالعاصمة صنعاء عن وقوع أربعة انفجارات جهة منطقة السبعين ودار سلم جنوبا، وجبال عطّان جنوبي غرب المدينة.
وتستمر جماعة الحوثي بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى إسرائيل، وانخرطت الجماعة في المشاركة بعمليات منسّقة مع الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية.
وقد أعلنت الجماعة الأحد في بيان أنها أطلقت عدد من الصواريخ الباليستية "فرط صوتية نوع فلسطين2" في أوقات مُتفاوتة خلال يومي الجمعة والسبت، قالت إنها استهدفت "أهدافاً حسّاسة" في منطقة حيفا بإسرائيل.
ومنذ فجر يوم الجمعة أطلقت الجماعة مجموعة صواريخ وطائرات بدون طيّار إلى إسرائيل، تمّت عمليات الاطلاق التي تتّبعها "ديفانس لاين" من مناطق مختلفة من محافظات صنعاء والجوف ومأرب والمحويت.
وتشير المصادر أن ثلاث هجمات على الأقل استهدفت، في وقت متأخر من مساء السبت، مقرات ومراكز للجماعة في الأحياء الجنوبية للعاصمة، نتج عنها وقوع انفجارات كبيرة، وفرضت الجماعة طوقا أمنيا في المنطقة المستهدفة ونقلت الضحايا إلى مستشفيات قريبة ومنعت تداول أخبار ومعلومات حول الانفجارات.
تفيد معلومات "ديفانس لاين" أن إحدى الهجمات استهدفت أحد المقار الرئيسية لجهاز الأمن والمخابرات، ومركزا للعمليات والسيطرة في حي 14 أكتوبر بمنطقة حدة، الواقع غربي مجمع دار الرئاسة.
ووفقا للمعلومات فقد نتج عن تلك الانفجارات وقوع أضرارا كبيرة في واحد من المباني على الأقل، ويفيد سكان بأن الجماعة استمرت في إغلاق المواقع لمدة يومين، فيما استمرت بإغلاق مستشفى لبنان القريب من مواقع الانفجارات حتى اليوم الثالث.
يرجح أن تلك الهجمات نفذت بصواريخ إسرائيلية أطلقتها بوارج حربية من البحر الأحمر، فيما لا يستبعد مراقبون أن تكون من طائرات غير مأهولة، مع تكهنات بأنها قد تكون عمليات استخبارية داخلية.
وقد حملت تلك الهجمات رسائل تحذيرية إسرائيلية للجماعة بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى عمق الجماعة، فيما البعض أنها هدفت لتحييد مشاركة الجماعة في الرد الإيراني.
وقد توالت التهديدات الإسرائيلية الموجهة للحوثيين، آخرها إفصاح نتنياهو عن حصول حكومته على معلومات استخبارية بأن إيران تخطط لنقل قدرات نووية للحوثيين.
في وقت لا يزال الغموض يكتنف مصير قيادات حوثية فاعلة، مع اختفاء قادة الصف الأول خصوصا المقربة من زعيم الجماعة منذ بدء الهجمات الأمريكية منتصف شهر مارس الماضي وتوقفت بقرار أصدره الرئيس دونالد ترامب في السادس من مايو.
وكانت مصادر أمنية قالت لـ "ديفانس لاين" في وقت سابق إن قيادة جماعة الحوثيين أمرت بتأجيل
مراسيم تشييع ودفن قيادات فاعلة قتلوا في الهجمات الأمريكية الأخيرة
، وعدم الإفصاح عن هويات القتلى في الفترة الحالية.
وبحسب مصادر "
فأن الحوثية قررت الاحتفاظ بجثث قرابة 15 من قادة الصف الثاني في الهيكل العسكري للجماعة، ومعظمهم مسئولين عن منظومة الصواريخ وبرنامج الطيران المسير، وتخطط لإقامة مراسيم كبيرة بعد توقف العمليات التي أطلقت عليها الجماعة اسم "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news