كتب : أياد قاسم
حتى هذه اللحظة، لم تحقق الهجمات الإيرانية على إسرائيل أي توازن في الردع، لا على صعيد الأهداف العسكرية - رغم التعتيم الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي - ولا على صعيد استهداف القيادات والمسؤولين الكبار. لا تزال الغلبة العسكرية والجوية والدفاعية - على الأقل حتى الآن - تميل بوضوح لصالح إسرائيل.
رغم امتلاك إيران لآلاف الصواريخ الباليستية المتطورة التي لم تستخدم بعد، إلا أن مراقبين يعتقدون أن طهران قد تكون فقدت القدرة على إطلاقها باتجاه إسرائيل، خصوصا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس، تدمير ثلث منصات الإطلاق أو أكثر.
لقد مضت أربعة أيام على اندلاع الحرب، ولم تطلق إيران حتى الآن سوى نحو 350 إلى 400 صاروخ فقط. ومن الملاحظ أن عدد الصواريخ يتناقص مع كل جولة إطلاق تتأخر يوما بعد آخر. يرى بعض المراقبين أن هذا التباطؤ قد يكون جزءا من تكتيك إيراني مدروس تحسبا لحرب طويلة. لكن ما جدوى بقاء الصواريخ إذا كانت تكلفة كل يوم تمر باهظة الثمن على إيران؟ صحيح أن طهران استعادت جزءا من المبادرة في إدارة المشهد العسكري مقارنة بالصدمة التي عاشتها سياسيا وعسكريا يوم الجمعة الماضية، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل قد كشفت كل أوراقها، خاصة في ظل تعهد دول غربية بتزويدها بقدرات عسكرية جديدة، وتحرك حاملة الطائرات الامريكية "نيميتز" إلى الشرق الأوسط.
بالمقابل، لا يعني هذا أن إيران لم تعد تمتلك أوراق ضغط عسكرية أكثر تأثيرا. لا تزال بيد طهران ورقتان على الأقل. الأولى، القوة البحرية، حيث لم تنخرط قواتها البحرية في الخليج العربي والمياه الدولية بالقرب من باب المندب حتى الآن في المعركة. أما الورقة الثانية، فهي الورقة الجيوعسكرية المتمثلة في مضيق هرمز وسيناريو "الخنق الاقتصادي". غير أن هذا الخيار يتطلب إما غطاء خليجيا - وهذا مستبعدا -، أو قرارا أحاديا من إيران يتجاوز الجميع ويتحمل تبعاته وتكلفته المرتفعة، لأنه سيوسّع من دائرة الحرب وأطرافها.
ورغم ضبابية المشهد النهائي للحرب ونتائج هذه العمليات العسكرية المتبادلة غير المسبوقة، إلا أنّ التخوفات التي تشغل بعض المراقبين هو إمكانية انتصار أحد الطرفين في هذه المعركة التاريخية. النتيجة في هذه الحالة ستكون كارثية على العرب بدرجة رئيسية على المدى الاستراتيجي والحضاري والبعيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news