أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تحذيراً عاجلاً من موجة حر قاسية ونقص حاد في الأمطار من المتوقع أن يضرب اليمن خلال الفترة من 11 إلى 20 يونيو الجاري، ما ينذر بتداعيات خطيرة على الأمن الغذائي في بلد يعاني بالفعل من أزمات إنسانية مركّبة.
ووفق تقرير حديث صادر عن المنظمة، ستشهد المحافظات الشرقية والمناطق السهلية ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث يُتوقع أن تتجاوز المعدلات الموسمية بشكل لافت. ففي حضرموت والمهرة قد تصل الحرارة إلى 45 درجة مئوية، بينما تتراوح في مأرب والجوف وشبوة بين 40 و42 درجة، وهو ما يزيد عن المتوسط الطبيعي بمقدار درجتين إلى ثلاث درجات مئوية.
وحذرت المنظمة من أن هذه الموجة الحارة، التي تتزامن مع ضعف واضح في الهطولات المطرية، قد تُفاقم من فقدان رطوبة التربة، لا سيما في المناطق الزراعية التي تعتمد على الأمطار بشكل رئيسي.
وأشارت إلى أن معظم أنحاء البلاد ستشهد أمطاراً خفيفة ومتناثرة إن وُجدت، مع استمرار العجز المائي في المرتفعات الوسطى والغربية.
وأضاف التقرير أن المحاصيل الزراعية، خصوصاً تلك التي تنمو سريعاً مثل الدخن والذرة الرفيعة، ستكون عرضة للإجهاد المائي في مراحل نموها الحساسة، في حين قد تتأثر المحاصيل المروية أيضاً إذا لم تُتخذ إجراءات فعالة لإدارة المياه والري.
وإلى جانب تهديدها للمحاصيل، قد تهيئ هذه الظروف الجافة والساخنة بيئة مثالية لتفشي الآفات الزراعية مثل الجراد الصحراوي والذباب الأبيض، مما يزيد من تعقيد المشهد الزراعي في البلاد.
ولم تغفل الفاو الإشارة إلى التحديات التي ستواجه الثروة الحيوانية، محذرة من أن محدودية تجدد المراعي في المناطق الجافة وشبه الجافة قد تدفع القطعان إلى الهجرة نحو المرتفعات بحثاً عن الغذاء.
كما يُتوقع أن يسبب الإجهاد الحراري تراجعاً في إنتاج الماشية وارتفاعاً في معدلات الأمراض والنفوق، ما لم تُتخذ تدابير عاجلة للحد من التأثيرات.
ودعت المنظمة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات العاجلة للتخفيف من حدة هذه الأزمة، من بينها تأجيل الزراعة في المناطق المتأثرة بنقص الرطوبة، وتوفير مصادر مياه بديلة ومناطق ظل للماشية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات مثل التغطية العضوية وشبكات التظليل للمساعدة في الحفاظ على رطوبة التربة.
كما شددت على أهمية تعزيز نظم الإنذار المبكر والرصد المجتمعي، وتعميم نشرات مناخية دورية للمزارعين والرعاة لمساعدتهم في اتخاذ قرارات زراعية ورعوية أكثر فاعلية.
ويأتي هذا التحذير في وقت يعيش فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعتمد ملايين السكان على الزراعة والرعي كمصدرين رئيسيين للدخل والغذاء، في ظل هشاشة مستمرة في الأمن الغذائي وغياب مستلزمات التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news