إيران وإسرائيل .. عدوان تاريخيان ومناصرة أيٍّ منهما خطأ استراتيجي
قبل 1 دقيقة
في ظل تصاعد التوترات والعمليات العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني، يتجه الرأي العام العربي إلى طرح تساؤلات ملحة، من يجب أن يُناصر؟ ومن هو العدو الحقيقي؟. غير أن الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون أن كلا الطرفين إيران وإسرائيل يحملان مشروعين توسعيين متضادين شكلياً، متفقين ضمنياً في استهداف الدول العربية وتقويض استقرارها، وتغذية الأزمات فيها
.
وتاريخ كل من إسرائيل وإيران حافل بالتدخل في الشؤون العربية، والاعتداء على سيادتها، ودعم المليشيات أو الكيانات الموازية للدولة التي تنشر الفوضى، وتشعل الحروب الأهلية، وتمزق الأوطان من داخلها.
إسرائيل تدمّر المدن، وتحتل الأرض، وتبني المستوطنات، وتقصف وتغتال، وتسعى إلى فرض الأمر الواقع بالقوة، وتساهم في إضعاف العديد من الدول العربية عبر التحالفات السرية والعلنية، وتستفيد من حالة الانقسام الداخلي لتأمين هيمنتها الإقليمية.
وإيران تتدخل عبر وكلائها من المليشيات المرتبطة بالحرس الثوري، وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتستخدم الطائفية كأداة لتفكيك المجتمعات العربية.
إن العداء المعلن بين الطرفين لم يمنعهما من تنفيذ مشاريع متوازية تؤدي إلى النتيجة ذاتها، تدمير الدول العربية، وتقويض استقرارها، وقتل وتشتيت شعوبها وإضعافها لصالح مصالحهما الإقليمية.
إن الانحياز إلى أي طرف في هذا الصراع هو في جوهره انخداع سياسي خطير. فمناصرة إيران تحت ذريعة المقاومة تجاه إسرائيل، أو دعم إسرائيل كـحصن ضد التمدد الإيراني، كلاهما خياران مدمران. الحقيقة المؤلمة أن هذه الحرب هي صراع بين قوتين توسعيتين ظالمتين، لا علاقة للعرب فيها إلا كضحايا يدفعون ثمن مشاريع لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وليس من الحكمة انتظار نتائج الحرب بين قوتين توسعيتين، بل من الضروري أن تتجه القيادات والشعوب العربية نحو بناء وعي سياسي يرفض الاصطفاف خلف مشاريع غير عربية، ويعيد ترتيب الأولويات الوطنية، بعيداً عن أدوات إيران أو إسرائيل. فالحل لا يكمن في انتصار طرف على آخر، بل في إفشال مشروعهما معاً، ووقف تغلغلهما في المنطقة، وبلورة مشروع عربي مستقل قائم على السيادة والكرامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news