شهدت المناطق المحاذية لمديرية حيس في محافظة الحديدة تحركات عسكرية لافتة من قبل مليشيا الحوثي، في خطوة تعكس مؤشرات تصعيد ميداني محتمل في جبهات الساحل، التي ظلت لسنوات ساحة مواجهة قابلة للاشتعال في أي لحظة.
وبحسب مصادر محلية وإعلامية، استحدثت المليشيا معسكرًا تدريبيا جديدًا في مديرية شرعب الرونة التابعة لمحافظة تعز، والواقعة على تخوم حيس، حيث بدأت خلال الأيام الماضية بتنفيذ تدريبات مكثفة لعناصرها خلف سوق الحرية، وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم تام على تفاصيل النشاط العسكري الجـاري.
ووثقت المصادر وصول تعزيزات كبيرة إلى الموقع الجديد، شملت عشرات الأطقم والمركبات العسكرية من نوع “هايلوكس”، شوهدت وهي تتجه نحو المنطقة قبل نحو أسبوعين، ما يشير إلى وجود نوايا حوثية لتوسيع نطاق التمركز العسكري قرب خطوط التماس.
وأفادت تقارير بأن المليشيا فرضت طوقاً أمنياً على محيط المعسكر، ومنعت السكان من الاقتراب أو الاستفسار عن طبيعة ما يجري، مع تنفيذ حملات اعتقال بحق من يُشتبه بمحاولته نقل معلومات أو تصوير الموقع.
وتأتي هذه التحركات في وقت يسود فيه هدوء نسبي على الجبهات، إلا أن التحشيدات العسكرية الأخيرة تُنذر بعودة التوتر إلى مناطق الساحل، في ظل غياب أي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، واستمرار المليشيا في استغلال فترات التهدئة لإعادة تموضعها الميداني وتجنيد مزيد من العناصر.
ويرى متابعون أن إنشاء المعسكر في هذا التوقيت والموقع يُعد تحركًا استباقيًا لتحسين تموضع المليشيا، وربما التمهيد لجولة قتال جديدة في جبهة الساحل الغربي، التي ظلت شبه مجمدة بفعل تفاهمات غير رسمية، لكنها تظل عرضة للانهيار في أي لحظة نتيجة لهذه الخروقات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news