مصيره لا يزال غامضاً.. من هو القيادي الحوثي الغماري الذي حاولت "إسرائيل" اغتياله بصنعاء؟!

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء السبت، أن القوات الإسرائيلية نفذت غارة جوية في اليمن استهدفت شخصية بارزة في جماعة الحوثيين، وسط ترجيحات بمقتل أو إصابة رئيس أركان الجماعة، محمد عبدالكريم الغماري، في العملية التي وقعت في العاصمة صنعاء.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، من بينها هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين أن الغارة استهدفت مسؤولاً رفيعاً في ميليشيا الحوثي، وأن نتائج العملية ما تزال قيد التقييم. في حين أكد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن العملية كانت موجهة نحو الغماري تحديداً.

ووفقاً لمصادر يمنية محلية، فرضت جماعة الحوثي طوقاً أمنياً مشدداً عقب الغارة على منطقة حدة جنوبي صنعاء، وأغلقت طرقاً رئيسية، في مؤشر على حجم الاستنفار وحالة القلق داخل الجماعة بعد الضربة.

محمد الغماري: قائد الظل العسكري للحوثيين

يُعد محمد عبدالكريم الغماري من أبرز الشخصيات العسكرية في جماعة الحوثيين، ويُوصف بأنه القائد الفعلي والميداني لقوات الجماعة، والذراع العسكرية الأقرب لزعيمها عبدالملك الحوثي. تولى منذ ديسمبر 2016 منصب رئيس هيئة الأركان العامة لما يعرف بـ"الجيش الحوثي"، وحصل على رتبة "لواء"، رغم أن سلطته تمتد عملياً إلى تنسيق العمليات القتالية والإشراف على منظومات السلاح النوعي للجماعة.

برز اسم الغماري خلال أحداث محافظة صعدة عام 2013، وكان من العناصر البارزة في اقتحام العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014. ووفق تقارير، تلقى تدريبات عقائدية وعسكرية في "معهد حسين بدر الدين الحوثي" عام 2003، قبل أن يُبتعث إلى لبنان عام 2012 حيث خضع لدورات مكثفة في الضاحية الجنوبية معقل "حزب الله"، ثم استكمل تدريبات متقدمة في إيران شملت بناء وتشغيل منظومات الصواريخ الباليستية.

وقد وُصف الغماري بأنه أحد أبرز المخططين للهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي نُفذت ضد السعودية ودول مجاورة، ما دفع تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة الرياض إلى إدراجه ضمن قائمة المطلوبين الحوثيين في نوفمبر 2017.

سجل أمني وعقائدي ثقيل

ولد الغماري في عزلة ضاعن بمديرية وشحة، محافظة حجة، شمال غرب اليمن، وبدأ نشاطه العسكري إلى جانب عبدالملك الحوثي منذ الحرب الثانية والثالثة ضد القوات الحكومية، حين كان زعيم الجماعة متخفياً في صعدة. شغل لاحقاً عدة مواقع قيادية وميدانية، منها الإشراف على جبهات القتال في الحديدة، وتولّى مناصب أمنية داخل العاصمة صنعاء.

وكانت الولايات المتحدة قد صنّفته في مايو 2021 على أنه "تهديد للأمن والسلام" وفرضت عليه عقوبات، كما أدرج اسمه ضمن قائمة العقوبات الأممية في نوفمبر من العام نفسه. وجاء في تقرير مجلس الأمن أن الغماري، بصفته رئيس أركان الحوثيين، اضطلع بدور أساسي في تنسيق العمليات العسكرية التي "تعرّض الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي للخطر"، خاصة الهجمات العابرة للحدود.

نتائج الغارة تحت التقييم

حتى الآن، لم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق رسمي بشأن العملية أو مصير الغماري، فيما يكتفي الجانب الإسرائيلي بالتأكيد على تنفيذ الغارة ويشير إلى أن التقييم جارٍ حول نتائجها.

في حال تأكد مقتل الغماري، فإن الضربة قد تمثّل تحولاً نوعياً في مسار الانخراط الإسرائيلي المباشر ضد حلفاء إيران في المنطقة، وتفتح تساؤلات جديدة بشأن امتداد ساحة الصراع الإسرائيلي – الإيراني إلى اليمن.