شنت المقاتلات الإسرائيلية فجر الجمعة هجوماً جوّياً واسع النطاق على عشرات الأهداف داخل إيران، استهدف منشآت نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، في تصعيد قد يُنذر بتداعيات إقليمية متسارعة.
وقتل في الضربة الجوية اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والذي يعدّ أعلى شخصية عسكرية في البلاد،وأفادت وسائل إعلام رسمية أن باقري كان في مركز العمليات خلال تنفيذ الضربة وأنه أصيب بشكل مباشر.
وأكدت مصادر إعلامية إيرانية مقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، أثناء وجوده في مقر قيادة الحرس بالعاصمة، وذكرت قناة "تسنيم" أن الهجوم استهدفه بينما كان يؤدي مهاماً حساسة تتعلق بأمن البلاد.
وأُعلن عن مقتل اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر "خاتم الأنبياء" العسكري، في القصف الذي استهدف مقر القيادة الاستراتيجية التابعة للجيش الإيراني.
وإلى جانب ذلك قُتل رئيس الأمن القومي الإيراني السابق، علي شمخاني في غارات إسرائيلية على إيران، وفقاً لما نشرته سي إن إن نقلا عن وسائل إعلام رسمية إيرانية، وشمخاني هو مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي.
وشغل شمخاني منصب أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني لما يقرب من عقد من الزمان، وكان بارزاً في الدبلوماسية الإيرانية، ومعروفاً في الأوساط الدبلوماسية في واشنطن وأوروبا. ولكن تم استبداله فجأة في منتصف عام 2023، حيث أشار محللون في ذلك الوقت إلى أنه ربما كان يُنظر إليه على أنه طموح للغاية من قِبل خامنئي، وفق ما ذكرته القناة الأمريكية.
وشملت الضربة أيضاً اغتيال العالم النووي أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النووية المعروف بمشاركته في تطوير منشآت التخصيب، بالإضافة إلى الدكتور فريدون عباسي، الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية.
وتحدثت تقارير إعلامية عن اغتيال الدكتور مهدي طهرانجي، رئيس جامعة "آزاد" الإسلامية، في القصف على شرق طهران، وتحدث الناشط الإيراني محمد الأحوازي أن من بين القتلى أيضاً، عبد الحميد مينوچهر – خبير في الفيزياء النووية، أحمد رضا ذو الفقاري – متخصص في تطوير أجهزة الطرد المركزي، أمير حسين فقهي – يعمل في منشأة نطنز النووية، مطلبي زاده – مهندس ومشرف في الأبحاث النووية التطبيقية.
الهجوم الإسرائيلي طال كذلك مواقع حيوية مثل منشأة نطنز النووية، ومنشآت لتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة في تبريز وكرمانشاه، وأشارت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أن هناك أضرار لحقت بمنشأة "نطنز" ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات.
واندلعت حرائق في أحياء سكنية بالعاصمة نتيجة تساقط الشظايا، وأفاد التلفزيون الإيراني بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين في مخلتف المناطق التي تعرضت للهجوم.
وفي تعليق له، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن "شهداء هذا الهجوم سيخلّدهم التاريخ، لكن خلفاءهم وزملاءهم سيتسلمون مهامهم على الفور، ولن تتوقف المقاومة ولا قدرات الجمهورية الإسلامية رغم الجراح".
وبعد ساعات من الضربات الجوية الإسرائيلية، ردّت إيران بإطلاق عشرات الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أعلن اعتراض جميع المسيّرات وعدم تسجيل إصابات، مشيراً إلى أن "بإمكان المواطنين العودة إلى منازلهم". وأضاف الجيش أنه "استكمل هجوماً واسع النطاق على منظومة الدفاع الجوي الإيرانية".
وأثارت الضربات الإسرائيلية موجة من الإدانات العربية والدولية، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الصراع، حيث أعربت المملكة العربية السعودية عن "إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة"، معتبرة أنها "تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية".
ودعت الرياض إلى وقف فوري للتصعيد، مؤكدة أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي في منع تفجّر الموقف إقليمياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news