في زمن تُشنُّ فيه الحروبُ بِحبرِ الأكاذيب، وتُطلقُ سهامُ التشويهِ من أقواسِ الإفكِ المُعادي، يصبحُ الإعلامُ جبهةً لا تُقلُّ خطورةً عن جبهاتِ الميدان! فإذا كانَ العدوُّ قد عرفنا أنه يُحاربُنا بالرصاصِ والمدافع والمتفجرات والمسيرات والتنظيمات الإرهابية المختلفة، فإنَّه يُحاربُنا أيضًا بالكلمةِ، بالإشاعةِ، بالتضليلِ، يحاول زعزعةِ الثقةِ في رموزنا وقواتنا الأمنية والعسكرية التي تقفُ سدًّا منيعًا في وجهِ كلِّ مَن يتربَّصُ بوطننا الجنوبي الدوائر من كل جانب.
فكيفَ نكونُ السندَ الإعلاميَّ المتينَ الذي يحمي مكتسباتِنا الأمنية والعسكرية وقياداتنا ورموزنا، ويذودُ عن سيادة أرضنا وهوية انتماءنا، ويُظهرُ للعالمِ والإقليم بطولاتِ قواتِنا المسلحةِ والأمنيةِ التي تُضحِّي بالغالي والنفيسِ من أجلِ أمنِ الجنوبِ واستقراره وأنه الحصن الجنوبي لثرواته ومكتسباته وأنه النواة لأمن المنطقة بمشروعها العربي برمته؟
والإعلامُ اليوم لم يعد مجردَ نافذةٍ للخبرِ والمعلومة، بل أصبحَ سلاحًا فتَّاكًا يُحاربُ بهِ الأعداءُ عقولَ الشعوبِ ووعي الغالبية من البسطاء! فما يُبثُّ عبرَ منصاتِ الإخوانِ المسلمين والحوثيِّينَ الإرهابين وأذنابِ الفتنةِ بمختلف شرائحهم وفئاتهم ليسَ سوى سمومٍ تُزرعُ في العقولِ لتفكيكِ الصفِّ الجنوبي، وتشويهِ الرموزِ، وإضعافِ الثقةِ في قياداتِنا الباسلةِ ونضالها الوطني التحرري.
ولكنَّنا نقفُ اليومَ كالجبالِ الراسياتِ، نرفضُ أن يكونَ صوتُ الباطلِ أعلى من صوتِ الحقيقةِ! فدورُنا أن نكونَ الحصنَ المنيعَ الذي يحمي مكتسباتِنا وتضحيات شهداءنا، وينشرُ الوعيَ، ويفنِّدُ الأكاذيبَ، ويُبرزُ إنجازاتِ قواتِنا الأمنية والعسكرية التي تُقاتلُ في الميدانِ وتنتصرُ بإذنِ الله دومًا وأبدًا.
إنَّ قواتَنا المسلحةَ والأمنيةَ ليستْ مجردَ مؤسساتٍ تحملُ السلاحَ، بل هي روحُ مشروعنا التحرري وصمام أمان المشروع العربي، ودرعُها الحصين والمنيع، وسيفُها البتَّار! فما تقومُ بهِ من تضحياتٍ جسامٍ في مواجهةِ الإرهابِ والتمددِ الحوثيِّ والإخوانيِّ هوَ عنوانُ البطولةِ والفداء وهو الشيء الذي جعلها اليوم في فوهة التحريض ضدها لمحاولة النيل من بطولاتها وتضحياتها وما حققته من انجازات على مختلف الأصعدة والجبهات القتالية واستئصال شأفة الإرهاب.
وواجبُنا الإعلاميُّ اليوم أن نُبرزَ هذهِ التضحياتِ، وهذه المنجزات وتلك المكتسبات وأن نرويَ للعالمِ والإقليم قصصَ الشهداءِ والأبطالِ، وأن نُظهرَ كيفَ تحمي هذهِ القواتُ الأمنية والعسكرية أرضَ الجنوبِ وشعبَهُ من كلِّ مَن يتربَّصُ بهِ شرًّا؛ فأقلامنا الإعلامُية يجبُ أن تكونَ مرآةَ الحقِّ، تنقلُ الصورةَ كاملةً دونَ تشويهٍ أو تزييفٍ وتدافع عن مؤسساتها الأمنية والعسكرية وقياداتها ورموز مشروعها الجنوبي بكل شجاعة ومن دون خوف ولا مداهنة.
ومن هنا أن نقول: إن قياداتُنا قد أصبحت في مرمى نيرانِ الأعداءِ، يُريدونَ النيلَ منها، وتشويهَ سمعتِها، وزعزعةَ ثقةِ الشعبِ فيها؛ ولكنَّنا نقولُها بصوتٍ واحدٍ: لا عاشت الكرامة ونحن نرى من يحاول أن يمس رموزُنا، وقدْرُ قياداتِنا ونحن صامتون!!؛ فالرئيسُ القائدُ عيدروس بن قاسم الزبيدي ليسَ مجردَ اسمٍ يتردَّدُ، بل هو رمزُ المقاومةِ، قائدُ المشروعِ الجنوبيِّ التحرريِّ، الذي يقودُ سفينةَ الوطنِ إلى برِّ الأمانِ وسطَ عواصفِ المؤامراتِ، وواجبُ كلِّ جنوبيٍّ أن يقفَ خلفَهُ صفًّا واحدًا، يدافعُ عنهُ بكلِّ قوةٍ، ويُفنِّدُ كلَّ إشاعةٍ تُحاكُ ضدهُ أو ضدَّ رموزِنا العسكريةِ والأمنيةِ، لأن النيل منهم هو النيل من مشروعنا الجنوبي برمته.
واليومَ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى، يجبُ أن تتوحَّدَ كلمتُنا، وأن نرفضَ كلَّ محاولاتِ التفريقِ، وأن نلتفَّ حولَ مؤسساتِنا الرسميةِ وقيادة مشروعنا التحرري، وأن نستقيَ المعلوماتَ من مصادرِها الموثوقةِ، فالإعلامُ المعاديُ يعتمدُ على التشتيتِ، وعلى بثِّ الفتنةِ، على زعزعةِ الثقةِ بين حواضن مجتمعنا الجنوبي وحواضن مجلسنا الانتقالي وما يجب علينا اليوم هو أن نُقابلُ ذلكَ بالوعيِ، بالوحدةِ، بالثباتِ ورصف الصفوص وتوحيد الكلمة وندعو الجميعَ إلى التمسُّكِ بالمصادرِ الرسميةِ، إلى دحضِ الإشاعاتِ بسرعةٍ، وإلى مواجهةِ الإعلامِ المعاديِ بكلِّ حزمٍ، لأنَّ المعركةَ الإعلاميةَ معركةُ وجودٍ، وليستْ معركةَ رأي؛ لأنَّ الدفاعَ عن مكتسباتِنا الأمنيةِ والعسكريةِ ليسَ خيارًا، بل هو واجبٌ وطنيٌّ، إيمانيٌّ، إنسانيٌّ وسيادي، وما علينا إلا أن نكونَ جنودَ الحقِّ في ساحاتِ الإعلامِ، وأن نرفعَ صوتَ الحقيقةِ عاليًا، وأن نحميَ أبطالَنا الأمنية والعسكرية من تشويهِ الأعداءِ ومن محاولة النيل منهم بهدف النيل من مشروعنا الجنوبي الجنوبي التحرري كله.
فليكنْ إعلامُنا صادقًا، شجاعًا، لا يخشى في الحقِّ لومةَ لائمٍ؛ لأنَّ المعركةَ الحقيقيةَ ليستْ بالسلاحِ فقط، بل بالكلمةِ، بالصورةِ، بالوعيِ، واللهُ معنا، وهو ناصرُنا ومؤيِّدُنا، فالثبات الثبات يا أبطالَ إعلامِنا الجنوبي، وإلى الأمامِ يا حراسَ الحقيقةِ وصمام أمان مشروعنا التحرري!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news