سيكوباتية عابرة للتاريخ

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 56 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 سيكوباتية عابرة للتاريخ

سيكوباتية عابرة للتاريخ

قبل 2 دقيقة

منذ أن خرج المختار الثقفي رافعا شعار الانتقام لدم الحسين وحتى اللحظة التي وقف فيها محمد بن الحنفية متبرئا من المسار الذي اتخذه المختار  بدأت تتشكل معالم ظاهرة تاريخية خطيرة سيكوباتية فئوية تتقمص لباس القداسة وتبني لنفسها هوية استثنائية على أنقاض مجتمع كامل .. لا تكتفي باختلاق سردية تبرر العنف المؤقت فى فترة من الزمن مع جيلها وقت ذاك، بل تصر على توريثها جيلاً بعد جيل

.

لقد تتبعت هذه الحالة، وتأملت فيها طويلا منذ المراحل الأولى للنشوء والصراع على السلطة الى مختلف النكسات التى مرت بها الأمة، ووجدت أن ما يُروج له كفكر من خلال الاتكاء  على سرديات تاريخية ودينية هشة ما هو إلا مرض نفسي متجذر يُجبر الإنسان على أن يخلق لنفسه وضعا مختلفا عن محيطه، ويقتنع بأنه مميز بل ويقاتل من أجل هذا الوهم، ويورثه لمن بعده كإرث مقدس ...  والله إنها كارثة إنسانية بكل المقاييس.

 والحقيقة  أن هذا النوع من السيكوباتية لم يكن حكرا على منطقة أو جماعة بعينها. ففي الصين مثلا، عانت البلاد قرونا من تسلط أسر نبلاء وإقطاعيات دينية وعقائدية، حتى جاء مو تسي تونغ، وقلب الطاولة على أمراض امتدت لأكثر من ألف عام.

 أما أوروبا، فقد دفعت مئات السنين من الحروب والمجازر الدينية، قبل أن تخرج منها الثورات العلمانية والتنويرية التي وضعت حدا لخرافة قداسة الدم  و امتياز العرق.

ونحن فى اليمن وفي هذا القرن الحادي والعشرين للأسف ما زلنا نشهد ذات الظاهرة المرضية تضرب اطنابها بقوة حاملة عناوين  مريضة عابرة للتاريخ يحملها هؤلاء مثل مصطلحات السادة والإشراف الحق الإلهي و الولاية والعِرق النقي و الهوية المقدسة ومن هذه المصطلحات المقززة  .  وكلها في جوهرها مرض واحد، سيكوباتية متوارثة تبرر القتل وتشرعن الاستعلاء، وتمنح القاتل صكوك الطهر بينما تواصل حصد الأرواح وتلغيم المجتمع بلا توقف.

الإرث التاريخى الملغم حين يوهمك انك شخصية مختلفة لا وفق تميزك الشخصي أو فكرك الحر بل وفق هوية مصنعة ويحولك الى مسخ بشرى ومجرم ويجبرك أن تقاتل من أجلها وتفنى لأجلها، عندما نقف امام هذا المشهد فإننا فى الحقيقة لا نشاهد الا مهزلة انسانية مأساوية تمر بها جماعة تأصل فيها المرض . هذه الحالة تطمس العقل وتلبس صاحبها مظلومية مشبعة بالحقد والكراهية والانتقام  هي حالة مرضية بامتياز تستحق العلاج لا التبجيل والتقديس والسير فى ركاب الجنون . 

فالشعوب المتقدمة حوّلت ذلك الإرث المجنون  لهذه الظواهر إلى نكات، ومسرحيات ساخرة، ومسلسلات كوميدية، لأنها تجاوزتها أما نحن، فما زلنا نُقتل باسمها ويدمر وطننا تحت راياتها.

واختصر القول هنا إن كل من يعتقد أنه مميز عن غيره عرقياً أو طائفياً أو مقدس النسب هو فى الحقيقة بحاجة إلى علاج نفسى لا إلى منبر أو سلاح يفرض به أمراضه على الآخرين ..

فكفى استهلاكًا للتاريخ والإرث الديني المضروب  واستخدامه كسلاح للتدليس والتضليل. وكفى لهذه السيكوباتية العابرة للتاريخ أن تتحكم في مصائرنا.

نائب مدير قناة عدن


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فشل وساطة إيقاف المعارك وتؤتر الأوضاع من جديد

كريتر سكاي | 697 قراءة 

سلطة صنعاء تنقل صواريخ وأسلحة متطورة إلى 6 محافظات لاستهداف هذه المنطقة

نافذة اليمن | 476 قراءة 

اعتقال كرمان بسبب هذا المنشور !

العربي نيوز | 399 قراءة 

بينهم لاعب شهير .. العثور على جثامين 8 يمنيين على الحدود السعودية

صوت العاصمة | 397 قراءة 

تحول استراتيجي أمريكي تجاه اليمن

نافذة اليمن | 365 قراءة 

من هو الرجل الظل؟ الكشف عن هوية الحارس الشخصي لأحمد علي عبدالله صالح

نيوز لاين | 357 قراءة 

اليمن في مرمى التجارب الدولية.. نجل البيض يكشف المستور!

نيوز لاين | 285 قراءة 

تحقيق استقصائي – شبكة مصالح مشبوهة: كيف تحوّلت قرارات أبو زرعة إلى غطاء لاختراقات حوثية وإضعاف سلطة القانون في عدن؟

جنوب العرب | 284 قراءة 

الحكومة تدرس التدخل العسكري في هضبة حضرموت لإنقاذ الإصلاحات الاقتصادية

عدن تايم | 266 قراءة 

اغضب امريكا من أجل اليمن.. خالد الرويشان يروي حكاية الأمين العام للأمم المتحدة الذي تحدّى أمريكا ووقف مع اليمن

نيوز لاين | 252 قراءة