سيكوباتية عابرة للتاريخ

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 99 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 سيكوباتية عابرة للتاريخ

سيكوباتية عابرة للتاريخ

قبل 2 دقيقة

منذ أن خرج المختار الثقفي رافعا شعار الانتقام لدم الحسين وحتى اللحظة التي وقف فيها محمد بن الحنفية متبرئا من المسار الذي اتخذه المختار  بدأت تتشكل معالم ظاهرة تاريخية خطيرة سيكوباتية فئوية تتقمص لباس القداسة وتبني لنفسها هوية استثنائية على أنقاض مجتمع كامل .. لا تكتفي باختلاق سردية تبرر العنف المؤقت فى فترة من الزمن مع جيلها وقت ذاك، بل تصر على توريثها جيلاً بعد جيل

.

لقد تتبعت هذه الحالة، وتأملت فيها طويلا منذ المراحل الأولى للنشوء والصراع على السلطة الى مختلف النكسات التى مرت بها الأمة، ووجدت أن ما يُروج له كفكر من خلال الاتكاء  على سرديات تاريخية ودينية هشة ما هو إلا مرض نفسي متجذر يُجبر الإنسان على أن يخلق لنفسه وضعا مختلفا عن محيطه، ويقتنع بأنه مميز بل ويقاتل من أجل هذا الوهم، ويورثه لمن بعده كإرث مقدس ...  والله إنها كارثة إنسانية بكل المقاييس.

 والحقيقة  أن هذا النوع من السيكوباتية لم يكن حكرا على منطقة أو جماعة بعينها. ففي الصين مثلا، عانت البلاد قرونا من تسلط أسر نبلاء وإقطاعيات دينية وعقائدية، حتى جاء مو تسي تونغ، وقلب الطاولة على أمراض امتدت لأكثر من ألف عام.

 أما أوروبا، فقد دفعت مئات السنين من الحروب والمجازر الدينية، قبل أن تخرج منها الثورات العلمانية والتنويرية التي وضعت حدا لخرافة قداسة الدم  و امتياز العرق.

ونحن فى اليمن وفي هذا القرن الحادي والعشرين للأسف ما زلنا نشهد ذات الظاهرة المرضية تضرب اطنابها بقوة حاملة عناوين  مريضة عابرة للتاريخ يحملها هؤلاء مثل مصطلحات السادة والإشراف الحق الإلهي و الولاية والعِرق النقي و الهوية المقدسة ومن هذه المصطلحات المقززة  .  وكلها في جوهرها مرض واحد، سيكوباتية متوارثة تبرر القتل وتشرعن الاستعلاء، وتمنح القاتل صكوك الطهر بينما تواصل حصد الأرواح وتلغيم المجتمع بلا توقف.

الإرث التاريخى الملغم حين يوهمك انك شخصية مختلفة لا وفق تميزك الشخصي أو فكرك الحر بل وفق هوية مصنعة ويحولك الى مسخ بشرى ومجرم ويجبرك أن تقاتل من أجلها وتفنى لأجلها، عندما نقف امام هذا المشهد فإننا فى الحقيقة لا نشاهد الا مهزلة انسانية مأساوية تمر بها جماعة تأصل فيها المرض . هذه الحالة تطمس العقل وتلبس صاحبها مظلومية مشبعة بالحقد والكراهية والانتقام  هي حالة مرضية بامتياز تستحق العلاج لا التبجيل والتقديس والسير فى ركاب الجنون . 

فالشعوب المتقدمة حوّلت ذلك الإرث المجنون  لهذه الظواهر إلى نكات، ومسرحيات ساخرة، ومسلسلات كوميدية، لأنها تجاوزتها أما نحن، فما زلنا نُقتل باسمها ويدمر وطننا تحت راياتها.

واختصر القول هنا إن كل من يعتقد أنه مميز عن غيره عرقياً أو طائفياً أو مقدس النسب هو فى الحقيقة بحاجة إلى علاج نفسى لا إلى منبر أو سلاح يفرض به أمراضه على الآخرين ..

فكفى استهلاكًا للتاريخ والإرث الديني المضروب  واستخدامه كسلاح للتدليس والتضليل. وكفى لهذه السيكوباتية العابرة للتاريخ أن تتحكم في مصائرنا.

نائب مدير قناة عدن

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ترتيبات متسارعة في السعودية لجمع الانتقالي والحوثيين والقوى اليمنية لإعلان تسوية جديدة تنهي الحرب

بوابتي | 842 قراءة 

مصادر تكشف هوية مرتكب مجزرة شارع خولان في صنعاء

تهامة 24 | 517 قراءة 

مجزرة جماعية في صنعاء.. بالفيديو مقتل اربعة اشخاص من بينهم نساء برصاص مسلح في شارع خولان

المشهد اليمني | 443 قراءة 

تصريح مفاجئ للانتقالي عبر العربية حول حضرموت والمهرة يثير تساؤلات عن الانسحاب

نيوز لاين | 441 قراءة 

عاجل:درع الوطن تنتشر في حضرموت رسميا

كريتر سكاي | 369 قراءة 

بن حبريش يصرّح مجدداً موضحاً ما يحدث في حضرموت ويكشف مكان تواجده ومصير قواته !

يمن فويس | 322 قراءة 

الجبواني يوجه رسالة قوية للسعودية بشأن حضرموت والمهرة

نيوز لاين | 312 قراءة 

تعيينات عسكرية: تغيير قيادة اللواء 315 الذي سيطر عليه المجلس الانتقالي

المشهد اليمني | 311 قراءة 

الأمم المتحدة تعلن موقفها الرسمي من تحركات قوات المجلس الانتقالي الجنوبي شرق اليمن

صحيفة ١٧ يوليو | 304 قراءة 

انفراج كبير في ملف المرتبات.. خطوات عملية خلال الساعات الماضية

نيوز لاين | 281 قراءة