مأساة دامية في مأرب.. مقتل ثلاثة أفراد من أسرة واحدة برصاص قريبهم المصاب باضطرابات نفسية
شهدت مديرية حريب بمحافظة مأرب، صباح اليوم الجمعة، حادثة مروعة هزّت المنطقة، بعدما أقدم أحد الأشخاص على إطلاق النار بشكل عشوائي على أفراد أسرته، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى، في واقعة مؤلمة تعكس تصاعد ظواهر العنف المرتبط بالاضطرابات النفسية، في ظل غياب الوعي والرعاية الصحية المناسبة.
ووفقاً لمصادر محلية متطابقة، فإن المدعو رايد عبدالله بن حسين بوصيان فتح النار على أفراد أسرته باستخدام سلاح آلي، داخل منزلهم الواقع في منطقة حريب، شمال شرق اليمن، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أقاربه على الفور، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.
الضحايا والجرحى
وذكرت المصادر أن الضحايا الذين لقوا حتفهم هم:
صالح حسين بوصيان العقيلي
شقيقه شاجع حسين بوصيان العقيلي
ابن أخيهما محمد مبارك حسين بوصيان
أما الجرحى فهم:
أحمد صالح حسين بوصيان العقيلي
سالم عبدالله حسين بوصيان
شاب ثالث لم تُعرف هويته بعد
وأشارت المصادر إلى أن الجاني، الذي يُعاني منذ سنوات من اضطرابات نفسية حادة، استخدم سلاحاً آلياً لتنفيذ هجومه المفاجئ، قبل أن يتمكن أحد أفراد الأسرة من الرد عليه وقتله، لمنع وقوع مزيد من الضحايا.
صدمة واسعة ومطالب بالتحقيق
أثارت الحادثة صدمة واسعة في أوساط المجتمع المحلي، لا سيما مع بشاعة الواقعة وتوقيتها الذي تزامن مع أجواء عيد الأضحى، حيث كان الأهالي يستعدون للاحتفال، ليتحول اليوم إلى مأتم جماعي للأسرة المنكوبة.
وطالب مواطنون محليون الجهات الأمنية بفتح تحقيق شامل في الحادثة، لمعرفة ملابساتها الكاملة، خصوصاً مع وجود مؤشرات على تفاقم الحالة النفسية للجاني في الفترة الأخيرة، دون أن تحظى بمتابعة طبية أو اجتماعية جادة.
غياب الرعاية النفسية خطرٌ داهم
تسلط هذه الحادثة الضوء على إشكالية متفاقمة في المجتمع اليمني، وهي غياب الرعاية النفسية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو حالات ذهنية خطيرة، في ظل الحرب، والانهيار الصحي، وغياب الوعي المجتمعي.
ويؤكد مختصون أن كثيرًا من حالات القتل الأسري أو العنف المفاجئ تعود في أصلها إلى حالات نفسية غير معالجة، حيث يتم إهمال المرضى أو التعامل معهم من منطلق العيب أو الخوف، ما يؤدي إلى عواقب كارثية.
خاتمة
حادثة حريب ليست الأولى من نوعها، لكنها تُعد من أبشع الحوادث التي طالت صميم الأسرة اليمنية، في وقتٍ يئن فيه المجتمع تحت ضغوط الحرب والفقر والانقسام. وهي دعوة صريحة لتكثيف الوعي المجتمعي، وإنشاء مراكز متخصصة للصحة النفسية، وتدريب الأسر على كيفية التعامل مع الأفراد الذين يعانون من أمراض عقلية، تجنباً لتكرار هذه المآسي التي لا تُنسى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news