قتل 4 جنود إسرائيليين وأصيب 17 آخرون، بينهم حالات خطيرة، خلال معارك عنيفة شهدها قطاع غزة، الجمعة، في وقت ارتفعت فيه حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 42 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، بالتزامن مع أوامر إخلاء جديدة شمال القطاع.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أكثر من 10 جنود أصيبوا في "حدث أمني" شمال غزة، دون كشف مزيد من التفاصيل، في حين ذكرت إذاعة الجيش إصابة أحد الجنود في حي الشجاعية بقذيفة هاون، وسط استمرار المواجهات العنيفة شرقي مدينة غزة.
وفي تطور آخر، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال مقتل 4 جنود في خان يونس، جنوب القطاع، بينهم الرقيب أول في الاحتياط "حن غروس" والعريف "يوآف ريفر"، إضافة إلى جنديين لم يُفصح بعد عن اسميهما. وأوضحت أن عملية إجلاء الجنود جرت تحت غطاء ناري كثيف من الطيران والمدفعية، واستغرقت وقتًا طويلاً بسبب شراسة المواجهات.
تفاصيل العملية وأسباب الانفجار
وبحسب تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي، فإن الجنود القتلى كانوا ضمن قوة مشتركة من وحدتي "ماغلان" و"يهلوم"، ونفذوا عملية دهم لمبانٍ يُشتبه بوجود أنفاق تابعة لحركة "حماس" بداخلها. وأشار التحقيق إلى أن انفجار عبوة ناسفة داخل أحد المباني أدى إلى انهياره فوق القوة المهاجمة.
"يوم صعب جدًا" لجيش الاحتلال
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة بـ"اليوم الصعب جدًا"، مقدّمًا تعازيه لعائلات القتلى، ومؤكدًا أنهم سقطوا خلال عملية تهدف إلى استعادة الأسرى. كما قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن "ثمن الحرب باهظ جدًا"، معبّرًا عن حزنه وتعاطفه مع الجنود وعائلاتهم.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن 8 جنود إسرائيليين قتلوا خلال الأسبوع الأخير فقط، بينما تؤكد إحصائيات الجيش مقتل 862 جنديًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم 420 خلال المعارك في غزة، إضافة إلى إصابة 5921 آخرين.
أوامر إخلاء جديدة شمال غزة
وفي ظل استمرار الهجمات، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لمناطق "بلوكات 608، 609، 615، و616" شمال غزة، ودعا السكان إلى التوجه غربًا، في وقت أوقع فيه القصف الإسرائيلي عشرات الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال.
وتُعد المناطق التي شملتها أوامر الإخلاء من بين الأحياء التي سبق وأجبر سكانها على النزوح جنوبًا مطلع الحرب، مما يضاعف من معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية وسط انعدام المأوى.
حصار ومجاعة في غزة
يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على غزة منذ أكثر من 18 عامًا، تفاقم مؤخرًا بإغلاق شامل للمعابر منذ 2 مارس الماضي، ومنع دخول المساعدات، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. وتشير تقارير إلى استشهاد أكثر من 102 فلسطيني وإصابة 490 آخرين قرب مراكز توزيع مساعدات خلال الأيام الثمانية الأخيرة.
ومنذ بدء الحرب، ارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فضلًا عن 11 ألف مفقود، ونحو 1.5 مليون نازح بلا مأوى، وسط تفشي المجاعة وغياب أي مؤشرات لوقف إطلاق النار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news