العيد في اليمن .. حين يصبح الفرح ترفًا والحياة امتحانًا للنجاة !

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 136 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 العيد في اليمن .. حين يصبح الفرح ترفًا والحياة امتحانًا للنجاة !

العيد في اليمن .. حين يصبح الفرح ترفًا والحياة امتحانًا للنجاة !

قبل 1 دقيقة

لا يأتي العيد في اليمن كفرحة ، بل كوجع إضافي يُضاف إلى قائمة طويلة من المعاناة ، لا يُشعل الناس فوانيسه ، بل يشعلهم القهر ، لا يُعدّون الحلوى ، بل يعدّون ما تبقّى من آمال مكسورة لا تكفي لشراء كيس دقيق أو قنينة ماء

.

في وطن جريح اسمه اليمن ، يُولد العيد مشلولًا ، لا رواتب رغم انها لا تفي بأبسط واقل مقومات الحياة ، لا ماء ، لا كهرباء، لا دواء ، فقط ملايين اليمنيين يقاسون الحزن بصمت ، بينما يتظاهرون بالحياة.

يحدث في اليمن انك إذا اردت ان تشتري أضحية فعليك أن تجمع رواتب عام كامل ( اثني عشر شهرا ) ، وهذا يعني أن تظل وأسرتك لاثني عشر شهرا بلا أكل وشرب ، لا تشتري علاجا  ، ولا ملبسا ، ولا تدفع إيجار منزلك. عليك أن تنعزل عن العالم ، تستغني عن هاتفك ، عن باقات الاتصال والإنترنت ، عليك أن تبقى حبيس منزلك ، لا تخرج من بيتك أنت وأسرتك ، لأن كل ذلك سيسبب عجزا كبيرا في الميزانية المراد توفيرها لشراء أضحية العيد. العيد في اليمن لا يُطرق الأبواب فرحًا ، بل يدخل متخفيًا في ثياب البؤس ، الآباء المسحوقون يغلقون النوافذ ؛ حتى لا يرى أطفالهم ثياب العيد فوق اجساد أطفال المسؤولين والأثرياء ، بينما تخفي الأمهات دموعهن امام أطفالهن بابتسامة مصطنعة.

في شوارع تعز ، المدينة التي تدفع أثمانا باهظة للحرب والحصار ، لا تجد زينة عيد ، بل صفوفًا طويلة من الجالونات الفارغة ، تنتظر صهريج ماء قد لا يأتي ، تتجمع النساء والأطفال منذ الفجر ، ليس لأداء صلاة العيد ، بل لحجز مكان في طابور العطش. الماء في تعز صار أغلى من الكرامة ، صار تجارة ، تحت أعين سلطات ، اكتفت بأن سقت المواطنين قرارات واجتماعات وبيانات ، ووعود ، وتبريرات .

أي فاقة وصل إليها اليمني عندما  يكتب اسمه على جالون ، ويتركه لأيام في الشارع ، كي لا يُضيع دوره في الحصول على بضعة لترات من المياه؟ أي عيد حل على اليمنيين ، يبدأ بطلب قطرة ماء ، وينتهي بحسرة في القلب؟.

إلى كل مسؤول ينام مرتاحًا وأطفاله يستحمّون ويشربون بلا عناء ، هل نظرت يومًا في وجه طفل تعزيّ ، يبحث عن ماء في يوم العيد؟ هل سمعت صوت العيد حين يختلط بأنين العطشى؟. إذا كنتم لا تقدرون على إنقاذ مدينة من العطش ، فلا تزيدوا من وجعها ، بعجزكم او فشلكم. إن كانت الخدمات الأساسية ليس باستطاعتكم توفيرها ،  أليس من الأفضل إخلاء مقاعدكم ؟! وتبرئة ساحتكم بإفساح المجال لآخرين ؛  لتحمل مسؤولية ما أخفقتم فيه ، ولتثبتوا لأبناء تعز أنكم لستم جزءا من مشاكل تعز ، التي هي أكبر من إمكانياتكم وفوق طاقاتكم .

عيد اليمنيين يُغلفه الغلاء الفاحش ، كل شيء تضاعف سعره : الطعام ، الدواء ، الماء ،  الملابس ، المواصلات ، حتى الحلم الصغير بأن نعيش يومًا دون قلق. في الأسواق يقف اليمنيون بلا حول ولا قوة ؛ يُقلبون أعينهم بين الأسعار والجيوب الفارغة ، ويخرجون بلا شيء سوى الحسرات ، أما الرواتب فتلك حكاية من وجعٍ آخر ، إن صُرفت فهي لا تكفي لشراء كيس أرز ، أو صهريج ماء ؛ بعد أن انهارت العملة وتهاوى الاقتصاد ، وارتفعت الأسعار كما يرتفع الألم .

أي عيد في اليمن ؟! أي تكبيرات يمكن أن تُعلو على أنين الأمهات ووجع الآباء؟ ! كيف يفرح طفل بلا حذاء ، بلا ماء ، بلا طعام ، بلا وطن يشعر به؟ لا يحتاج اليمنيون تهان عيدية رسمية جوفاء ، يحتاجون خدمات توفر لهم ، رواتبا تكفيهم ، يحتاجون سلطة تعرف معنى المسؤولية ، لا مائدة اللصوص .

العيد في اليمن صار يومًا يُجدد فيه الناس عهدهم مع الصبر ، والبكاء ، والانتظار ، هل من خجل في وجه مسؤولٍ ؟! وهل بات حق الحياة الكريمة لليمنيين خاضعا للتجارة ، والسياسة ، ومزاج وضمير المسؤولين؟!.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن عقوبات أمريكية مرتقبة ضد مسؤولين بالحكومة الشرعية قد تصل للملاحقة الأمنية والسجن " تفاصيل "

وطن نيوز | 573 قراءة 

توتر في قاعة أفراح أبناء صالح.. طرد قيادي انتقالي بسبب علم الجنوب

المرصد برس | 398 قراءة 

الحكومة تشمر عن ساعديها لتحطيم مخططات الحوثيين وتعلن عن إجراءات جديدة وحاسمة

وطن نيوز | 380 قراءة 

قرار جديد.. فرض رسوم مالية على العمرة وهذا هو المبلغ المطلوب

نيوز لاين | 353 قراءة 

تحركات عسكرية أمريكية لمواجهة التصعيد الحوثي وهذا ما يحدث

وطن نيوز | 346 قراءة 

قريباً.. شركة حكومية كبرى تعتمد الريال اليمني وتلغي التعامل بالعملات الأجنبية

شمسان بوست | 323 قراءة 

هل سيلقى ابو علي الحاكم مصير الشيخ الخولي وقشره ..ا

عناوين بوست | 302 قراءة 

مقرب من القيادة السعودية: هذه المحافظه تمثل الوجه المشرق لليمن الجديد

المرصد برس | 257 قراءة 

وقفات مسلحة أمام منازل مشايخ حاشد وبكيل.. الحوثيون يرفعون منسوب التوتر القبلي

نافذة اليمن | 221 قراءة 

الكشف عن حقيقه بيع دعوات زفاف أبناء الرئيس صالح بمبالغ خيالية

المرصد برس | 219 قراءة