العيد في اليمن .. حين يصبح الفرح ترفًا والحياة امتحانًا للنجاة !

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 210 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 العيد في اليمن .. حين يصبح الفرح ترفًا والحياة امتحانًا للنجاة !

العيد في اليمن .. حين يصبح الفرح ترفًا والحياة امتحانًا للنجاة !

قبل 1 دقيقة

لا يأتي العيد في اليمن كفرحة ، بل كوجع إضافي يُضاف إلى قائمة طويلة من المعاناة ، لا يُشعل الناس فوانيسه ، بل يشعلهم القهر ، لا يُعدّون الحلوى ، بل يعدّون ما تبقّى من آمال مكسورة لا تكفي لشراء كيس دقيق أو قنينة ماء

.

في وطن جريح اسمه اليمن ، يُولد العيد مشلولًا ، لا رواتب رغم انها لا تفي بأبسط واقل مقومات الحياة ، لا ماء ، لا كهرباء، لا دواء ، فقط ملايين اليمنيين يقاسون الحزن بصمت ، بينما يتظاهرون بالحياة.

يحدث في اليمن انك إذا اردت ان تشتري أضحية فعليك أن تجمع رواتب عام كامل ( اثني عشر شهرا ) ، وهذا يعني أن تظل وأسرتك لاثني عشر شهرا بلا أكل وشرب ، لا تشتري علاجا  ، ولا ملبسا ، ولا تدفع إيجار منزلك. عليك أن تنعزل عن العالم ، تستغني عن هاتفك ، عن باقات الاتصال والإنترنت ، عليك أن تبقى حبيس منزلك ، لا تخرج من بيتك أنت وأسرتك ، لأن كل ذلك سيسبب عجزا كبيرا في الميزانية المراد توفيرها لشراء أضحية العيد. العيد في اليمن لا يُطرق الأبواب فرحًا ، بل يدخل متخفيًا في ثياب البؤس ، الآباء المسحوقون يغلقون النوافذ ؛ حتى لا يرى أطفالهم ثياب العيد فوق اجساد أطفال المسؤولين والأثرياء ، بينما تخفي الأمهات دموعهن امام أطفالهن بابتسامة مصطنعة.

في شوارع تعز ، المدينة التي تدفع أثمانا باهظة للحرب والحصار ، لا تجد زينة عيد ، بل صفوفًا طويلة من الجالونات الفارغة ، تنتظر صهريج ماء قد لا يأتي ، تتجمع النساء والأطفال منذ الفجر ، ليس لأداء صلاة العيد ، بل لحجز مكان في طابور العطش. الماء في تعز صار أغلى من الكرامة ، صار تجارة ، تحت أعين سلطات ، اكتفت بأن سقت المواطنين قرارات واجتماعات وبيانات ، ووعود ، وتبريرات .

أي فاقة وصل إليها اليمني عندما  يكتب اسمه على جالون ، ويتركه لأيام في الشارع ، كي لا يُضيع دوره في الحصول على بضعة لترات من المياه؟ أي عيد حل على اليمنيين ، يبدأ بطلب قطرة ماء ، وينتهي بحسرة في القلب؟.

إلى كل مسؤول ينام مرتاحًا وأطفاله يستحمّون ويشربون بلا عناء ، هل نظرت يومًا في وجه طفل تعزيّ ، يبحث عن ماء في يوم العيد؟ هل سمعت صوت العيد حين يختلط بأنين العطشى؟. إذا كنتم لا تقدرون على إنقاذ مدينة من العطش ، فلا تزيدوا من وجعها ، بعجزكم او فشلكم. إن كانت الخدمات الأساسية ليس باستطاعتكم توفيرها ،  أليس من الأفضل إخلاء مقاعدكم ؟! وتبرئة ساحتكم بإفساح المجال لآخرين ؛  لتحمل مسؤولية ما أخفقتم فيه ، ولتثبتوا لأبناء تعز أنكم لستم جزءا من مشاكل تعز ، التي هي أكبر من إمكانياتكم وفوق طاقاتكم .

عيد اليمنيين يُغلفه الغلاء الفاحش ، كل شيء تضاعف سعره : الطعام ، الدواء ، الماء ،  الملابس ، المواصلات ، حتى الحلم الصغير بأن نعيش يومًا دون قلق. في الأسواق يقف اليمنيون بلا حول ولا قوة ؛ يُقلبون أعينهم بين الأسعار والجيوب الفارغة ، ويخرجون بلا شيء سوى الحسرات ، أما الرواتب فتلك حكاية من وجعٍ آخر ، إن صُرفت فهي لا تكفي لشراء كيس أرز ، أو صهريج ماء ؛ بعد أن انهارت العملة وتهاوى الاقتصاد ، وارتفعت الأسعار كما يرتفع الألم .

أي عيد في اليمن ؟! أي تكبيرات يمكن أن تُعلو على أنين الأمهات ووجع الآباء؟ ! كيف يفرح طفل بلا حذاء ، بلا ماء ، بلا طعام ، بلا وطن يشعر به؟ لا يحتاج اليمنيون تهان عيدية رسمية جوفاء ، يحتاجون خدمات توفر لهم ، رواتبا تكفيهم ، يحتاجون سلطة تعرف معنى المسؤولية ، لا مائدة اللصوص .

العيد في اليمن صار يومًا يُجدد فيه الناس عهدهم مع الصبر ، والبكاء ، والانتظار ، هل من خجل في وجه مسؤولٍ ؟! وهل بات حق الحياة الكريمة لليمنيين خاضعا للتجارة ، والسياسة ، ومزاج وضمير المسؤولين؟!.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مواجهات عنيفة في تعز.. قتلى وجرحى بالاشتباكات ونساء يستهدفهن القنّاصة

موقع الأول | 543 قراءة 

إعلان رسمي بشأن "ابو عبيدة"

العربي نيوز | 454 قراءة 

الغماري والعاطفي وشقيق الحوثي البداية!!.. تسريب قائمة الموت السرية من قيادات الصف الأول في الغارة الأخيرة

موقع الأول | 382 قراءة 

تفاصيل احتجاز ”طيار ”بمطار عدن متهم باختطاف طائرات الخطوط الجوية اليمنية لصالح الحوثيين

المشهد اليمني | 330 قراءة 

مسؤول حكومي يحسم الجدل ويكشف سبب اختطاف طيار من داخل الطائرة قبل اقلاعها بدقائق بمطار عدن

كريتر سكاي | 322 قراءة 

جندي في اللواء الرابع يحرق نفسه أمام أطفاله وزوجته في عدن

يمن فويس | 320 قراءة 

من هو أقرب المقربين للمرجعية السياسية الحوثية الذي أصبح بقبضة السلطات في عدن ؟ .. والغريب بعمله الكبير !

يمن فويس | 306 قراءة 

اشتباكات مسلحة في عدن تدخل عاجل للشرطة

المشهد اليمني | 303 قراءة 

 بعد اعتقاله في مطار عدن.. الكشف عن تفاصيل مثيرة عن الطيار المتوكل

موقع الأول | 294 قراءة 

تسريبات جديدة تكشف مصير قرارات الزبيدي الأخيرة.. تفاصيل

موقع الأول | 248 قراءة