واشنطن – ترجمة خاصة
في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في أولويات وزارة الدفاع الأمريكية، قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب إعادة توجيه شحنة من الصواعق المتقدمة المضادة للطائرات المسيّرة، كانت مخصصة لأوكرانيا، إلى القوات الجوية الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التهديدات من إيران والحوثيين.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن البنتاغون أبلغ الكونغرس الأسبوع الماضي بشكل غير معلن عن قرار تحويل صواعق اقترابية دقيقة تُستخدم ضمن منظومة صواريخ موجهة، كانت مخصصة لمساعدة القوات الأوكرانية في صد هجمات الطائرات المسيّرة الروسية.
الشرق الأوسط أولًا
تتزامن هذه الخطوة مع مؤشرات سياسية وعسكرية على انزياح مركز الثقل في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية، حيث باتت الأولوية لتعزيز قدرات الجيش الأمريكي في مناطق التوتر الساخنة مثل الخليج واليمن، تحسبًا لمواجهات محتملة مع إيران أو الجماعات المسلحة المدعومة منها، وعلى رأسها الحوثيون.
وقد أُدرجت هذه الصواعق سابقًا ضمن برنامج “مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا”، في إطار تمويل ضخم وفرته إدارة بايدن لدعم كييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، إلا أن القرار الجديد يعكس توجهًا مختلفًا في إدارة ترامب، يرتكز على تأمين الجبهات التي تشكّل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
غياب أمريكي عن طاولة الناتو
القرار ترافق مع غياب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عن اجتماع وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي المخصص لتنسيق الدعم العسكري لأوكرانيا، وهي رسالة ضمنية تُفهم على أنها دعوة للأوروبيين لتحمل الجزء الأكبر من العبء في دعم كييف، بينما تركز واشنطن جهودها على مناطق أخرى.
قلق وتشكيك في الكونغرس
التحرك أثار ردود فعل متباينة داخل الكونغرس الأمريكي، حيث عبّر عدد من النواب المؤيدين لأوكرانيا عن قلقهم من التأثير المحتمل لهذه الخطوة على القدرات الدفاعية الأوكرانية، خاصة مع استمرار روسيا في شن هجمات جوية مكثفة تستهدف البنية التحتية الحيوية.
ورغم تأكيد البنتاغون أن عملية التحويل تأتي في إطار “قضية طارئة حددها وزير الدفاع”، إلا أن الغموض المحيط بآلية اتخاذ القرار وتوقيته زاد من حدة الانتقادات داخل الدوائر التشريعية.
إنتاج إضافي قيد الدراسة
في ظل هذه التطورات، تدرس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إدراج بند لزيادة إنتاج مكونات منظومة الدفاع الجوي ضمن مشروع قانون الدفاع الجاري، في محاولة لتلبية احتياجات الجبهتين دون الإضرار بأي من الطرفين.
ويؤكد محللون عسكريون أن هذه الخطوة تمثل تحوّلًا نوعيًا في طريقة توزيع الموارد الدفاعية الأمريكية، حيث لم يعد الصراع في أوكرانيا يحظى بالأولوية المطلقة، بل أصبح جزءًا من معادلة أوسع تشمل الخليج، والبحر الأحمر، والمحيط الهادئ.
نقطة تحوّل أم حالة استثنائية؟
في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا للحفاظ على زخم الدعم الغربي في مواجهة حرب استنزاف متصاعدة، تشير المؤشرات القادمة من واشنطن إلى بداية مراجعة شاملة للمقاربات العسكرية، قد تفرض على كييف التكيف مع واقع جديد تتقدم فيه حسابات المصالح المباشرة على التحالفات التقليدية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news