من قرار كسر صيام شهر رمضان إلى إلغاء شعيرة الأضاحي في المغرب العربي

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 189 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من قرار كسر صيام شهر رمضان إلى إلغاء شعيرة الأضاحي في المغرب العربي

مسعود عمشوش

اليوم تعد تونس من الأقطار العربية التي اختار شعبها حكومة ذات توجه إسلامي ملتزم. ومع ذلك لا يمكن أن ننسى أن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، في أحد أيام شهر مارس 1962، رفع كوبًا من عصير البرتقال وشربه ليكسر صيامه، وذلك عندما كان يخاطب المواطنين على الهواء مباشرة خلال شهر رمضان، ويدعوهم إلى فعل الشيء نفسه. كانت تلك الخطوة الجريئة والمحطمة لأحد الفروض الإسلامية صادمةً، وأثارت جدلًا واسعًا بين التونسيين والمسلمين عمومًا حول شرعية الإفطار في رمضان.

وهناك من سعى حينها لتبرير خطوة بورقيبة قائلا إن "لدى بورقيبة حسن نية سياسية جوهرية في دولة ما بعد الاستعمار الفتية وطموحات كبيرة. تم الاحتفاء به باعتباره محرر تونس من الاستعمار الفرنسي مع خطة اقتصادية واجتماعية لبناء البلاد من الألف إلى الياء. لتحقيق ذلك، دعا الناس إلى استجماع قواهم لمساعدة حكومته على النجاح بدلًا من استنزاف طاقتهم خلال شهر رمضان". كان هدفه اكتساب القوة لزيادة الإنتاج وتجاوز الفقر والتخلف.

لكن من الواضح أن بورقيبة قد بالغ في تقدير قبول الناس لخطوته ودعوته للإفطار، التي أحدثت شرخا في صورته كزعيم، وفتحت الباب أمام نوع جديد من المعارضة السياسية في تونس، وأثارت موجة من التوتر في الحياة السياسية التونسية والتأرجح المستمر فيها بين العلمانية والالتزام الديني.

أما في المغرب فلم يتم يوما ما الدعوة إلى الإفطار خلال نهار شهر رمضان. لكن ملوك المغرب قرروا في سنوات عدة منع شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى. فهذا المنع الذي تكرر هذا العام سبق أن أصدره ملوك المغرب في سنوات 1963، 1981، 1996 و2020، حينما حيث تم إصدار تدابير مشابهة واستثنائية قيل إنها تهدف "إلى تفادي تفاقم الأزمات وتأمين استقرار الزراعة والثروة الحيوانية".

ومثلما حدث في تونس بشأن دعوة بورقيبة لكسر فريضة صيام رمضان أثار قرار إلغاء شعيرة الأضاحي في المغرب نقاشاً بين المواطنين أكثر حدة خلال العام الجاري. فبينما رحبت شريحة واسعة بالقرار نظراً للصعوبات المالية التي تواجهها غالبية المغاربة حاليا، برزت هناك تساؤلات من بعض الفئات حول مدى قانونية هذا القرار الذي يرتبط بالدين، ومدى جواز ما زعمه الملك محمد السادس عن "نيته القيام بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي بأكمله". وهناك من اكد احتمال لجوء بعض الناس إلى ذبح الأضحية سرًّا كما حدث في السابق إثر صدور قرارات مشابهة عن الملك الراحل الحسن الثاني الذي قال إنها جاءت لأسباب اقتصادية وبيئية.

 والغريب في الأمر طبعا أن ملوك المغرب يعثرون دائما على رجال دين يسوغون لهم قراراتهم تلك. فهذه المرة أكد الباحث محسن اليرماني "أن القرار الملكي يجسّد مرونة الشريعة الإسلامية في التيسير على الناس وتحقيق المقاصد، وهو قرار يُراعي مصالح الأمة في ظرف استثنائي".

وفي اعتقادنا أنه لا يجوز مطلقا تدخل الرؤساء والملوك في قضايا الشريعة، التي تضمنت نصوصها على من يجب الصيام ومتى يمكن تأجيلهأ ومتى يمكن أن تذبح الأضحية التي لها شروط كثيرة مبينة في نصوص الشريعة الإسلامية السمحاء. واليوم هناك كثير من المسلمين لا يجدون ما يسدون به رمقهم، ولم يفرض عليهم الإسلام ذبح أضحية. وليس هناك داع لصدور قرار بمنعهم من أداء شعيرة ليست واجبا عليهم أصلا.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

كمين غادر بعد القبض على "زعيم الحوثيين بالمهرة".. ضابط يُستشهد والمعارك تشتعل على حدود عُمان!

مأرب برس | 845 قراءة 

زوجة الشيخ حنتوس توجه صفعة جديدة للحوثيين .. ماذا فعلت؟

بوابتي | 709 قراءة 

أنباء عن القبض على عضو المجلس السياسي الحوثي خلال محاولته الهروب عبر منفذ بري إلى دولة مجاورة واندلاع اشتباكات عنيفة

المشهد اليمني | 597 قراءة 

دمار هائل.. هكذا أصبح ‘‘ميناء الحديدة’’ عقب الغارات الإسرائيلية (صور)

المشهد اليمني | 461 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحو ثي الذي حاول الدخول من المهرة الى عمان وتسبب باشتباكات(صورة)

كريتر سكاي | 437 قراءة 

عاجل : اشتباكات عنيفة شرق المهرة عقب اعتقال قيادي حوثي بارز حاول التسلل عبر منفذ عماني ( صور )

يني يمن | 390 قراءة 

وفاة شاب عقب ساعات من وصوله عدن قادما من أمريكا

كريتر سكاي | 371 قراءة 

اعترافات حوثية رسمية تؤكد تورط القيادة العليا في تصفية الشيخ حنتوس

نيوز لاين | 352 قراءة 

هكذا أصبح ‘‘ميناء الحديدة’’ عقب الغارات الإسرائيلية (صور)

يني يمن | 306 قراءة 

شاهد كيف اصبح ميناء الحديدة عقب غارات عنيفة

كريتر سكاي | 301 قراءة