العيد في القرية.. يومَ كانت تضحك القلوب.

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 38 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
العيد في القرية.. يومَ كانت تضحك القلوب.

العيد في القرية.. يومَ كانت تضحك القلوب.

قبل 2 دقيقة

كان عيد الأضحى في القرية حدثا أسطوريا يفيض بعطر  التربة، لا مكان فيه للترف...  كانت النفوس غنية بالعيد كأنها تعيد تعريف الغنى.

مع تباشير ذي الحجة تبدأ القرى استعدادها النقي المكتفي بذاته ،يتوشح الرجال مباهج العيد ،أما الأمهات فهن فجر العيد وضياؤه، يوفرن اللوازم ، ويجهزن السمن البلدي ويوزعن جزءا منه على الجيران، يخبزن على  "المافي" خبزا لا يشبه خبز المدن، ويصنعن "الفتة" الدخنية بلمسة تملؤها المحبة.

كان العيد  طقسا اجتماعيا عميقا، يلم شتات الأسرة، يعيد للمنازل دفئها وللقلوب ألفتها.

تكبيرات العيد صباحا تهز الجبال وتوقظ الوديان، يخرج الرجل القروي بثوبه الأبيض المغسول، وربما مهترئا لكنه معطر بالنقاء ،يسير إلى المصلى يحمل في قلبه  السلام، حتى لو كان جائعا أو مديونا...الناس في العيد متساوون مشاعرا ، يفرحون لا يحزنون.

أما الأطفال فهم ملوك العيد.. تقص شعورهم وتغسل أجسادهم ويلبسون ثيابهم الجديدة، ويشترى لهم من السوق "الطبش" ولو شيء بسيط، يكفي أن تضيء أعينهم ..كانوا يحيون القرية بألعابهم...يركضون ويعودون مع الغروب وروائح اللحم تملأ السماء.

فماذا بقي لنا من ذلك اليوم؟

الحرب مرت على المدن والقرى بريح سوداء وسحابة جرداء أحرقت خضرة العيد وفرحه ... البيوت لم نعد  نسمع فيها ضحكات الأطفال، بل أنين الأمهات ..الأضاحي غابت عن معانيها، أبواب كانت تفتح منذ الفجر صارت موصدة إما بالخوف أو بالحزن أو بالفقد.

الزيارات شحت، والتواصل قطع بفعل الحرب التي مزقت الطرق والقلوب...أصبح العيد مناسبة للبكاء على الغائبين وللصمت بدل الضحك ،حتى التكبيرات وإن علت، لا تخفي صوت الحزن المتراكم في الصدور.

ومع ذلك فإن في قرى اليمن شيئا لا يموت،العيد يحتفل به رغم الجراح، الناس مؤمنون بأن الحزن إذا ضيق عليه انفجر وإن فسح له استراح.

فهل سيعود العيد كما نتمنى؟

 هكذا يرجو اليمني كلما رفع يديه في دعاء...سيفتح الباب يوما وتركض طفلة بثوب جديد في "دارة" البيت الطيني ،وتضحك ضحكة تشبه تلك التي نسيناها منذ سنين.

في القرية العيد ليس وقتا وإنما ذاكرة متجددة،يبعث فيها فينيق الأمل من رماد الواقع، ويضيء الفرح من حجارة الألم ،هو وعد لا يتأخر او يموت.

عيدكم مبارك وسعيد


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سبب غير متوقع وراء اشتباكات مأرب العنيفة.. مصادر تكشف التفاصيل الصادمة!

نيوز لاين | 415 قراءة 

عاجل: طارق صالح يُبشّر اليمنيين ويُعلن عن خطوة مهمة طال انتظارها

جهينة يمن | 402 قراءة 

من ‎عدن إلى حضرموت.. سواحل الجنوب بانتظار الطوفان!

صوت العاصمة | 387 قراءة 

سبب غير متوقع وراء اشتباكات مأرب العنيفة.. مصادر تكشف التفاصيل الصادمة!

المرصد برس | 317 قراءة 

خبير اقتصادي يمني يخذر المواطنين من عمليه احتيال يقوم بها الصرافين بحق حولاتهم..تفاصيل مايحدث

المرصد برس | 304 قراءة 

ألفت الدبعي تؤدي صلاة العيد في قصر معاشيق.. حضور يلفت الأنظار

المرصد برس | 292 قراءة 

أنجبت منه عددًا من الأبناء... مستشار قانوني يروي قصة هروب عاملة منزلية تكشف عن علاقة محرّمة بين ربة منزل وسائقها

جهينة يمن | 286 قراءة 

بأكثر من 8 لغات..شاب يمني يثير الإعجاب بتفوقه في الترجمة وخدمته للحجاج ويجذب انظار العالم!

نيوز لاين | 276 قراءة 

في تطور خطير..."إيلون ماسك" يؤيد عزل "ترامب" من منصبه رئيساً لأمريكا "شاهد"

جهينة يمن | 271 قراءة 

قرار أمريكي مفاجئ يعيد تشكيل المشهد اليمني ويؤثر على آلاف المواطنين

المرصد برس | 269 قراءة