بينما يستعد اليمنيون لاستقبال عيد الأضحى، تلوح في الأفق كارثة صحية تهدد ملايين السكان، وسط تفشٍ متسارع لأمراض قاتلة أبرزها الكوليرا، والملاريا، وحمى الضنك، في عدد من المحافظات المكتظة بالسكان، أبرزها عدن وتعز والحديدة وصنعاء.
ووفقًا لإحصائية نشرتها "العين الإخبارية"، تم تسجيل أكثر من 87 ألف إصابة بالملاريا، ونحو 4 آلاف حالة بحمى الضنك في المحافظات الثلاث منذ مطلع العام. كما صنفت منظمة الصحة العالمية عدن كأكبر بؤرة لتفشي الكوليرا في اليمن، محذرة من تدهور كارثي وشيك.
وفي تعز، أبلغت السلطات الصحية عن أكثر من 18 ألف إصابة بالملاريا، إلى جانب 1264 حالة يُشتبه إصابتها بالكوليرا، و1475 حالة بحمى الضنك. أما في الحديدة، فقد سجّل برنامج مكافحة الملاريا أكثر من 17 ألف إصابة خلال الربع الأول من العام فقط.
انهيار النظام الصحي
مكتب الصحة بعدن أعلن أن الكوليرا عادت بقوة منذ مايو الماضي، بواقع 40 حالة جديدة يوميًا، وسط نقص حاد في الدعم الطبي بعد انسحاب منظمات دولية، بينها منظمة الهجرة الدولية. وأشار إلى دخول عدد من الحالات في مضاعفات خطيرة، منها فشل كلوي، وسُجّلت عدة وفيات.
وفي رسالة موجهة إلى مجلس الأمن، حذّرت 39 منظمة محلية من "انهيار وشيك" للقطاع الصحي، محمّلة المجتمع الدولي مسؤولية التدخل العاجل لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية ودعم الكوادر الصحية وحملات مكافحة نواقل المرض.
الحكومة تطلق تحذيرات وخطة استجابة
رئيس الحكومة المعترف بها دوليًا، سالم بن بريك، وجّه بتعزيز التنسيق القطاعي ورفع الجاهزية لمواجهة الأوبئة، داعيًا إلى دعم خارجي عاجل لإنقاذ المنظومة الصحية. كما دعا إلى حملات توعية موسعة لتغيير السلوكيات المسببة لانتشار الأوبئة، خصوصًا في ظل ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين.
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه اليمن انقطاعًا متكرّرًا للمياه والكهرباء وخدمات الصرف الصحي، ما يزيد من احتمالات توسّع رقعة انتشار هذه الأمراض في ظل غياب حلول فاعلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news