سمانيوز/احمد السيد عيدروس
ساقتني الخطى أنا و أحد الرفاق نحو شواطئ الغدير وبمرورنا بجوار مصفاة عدن تنهد صديقي وهو بالمناسبة مهندس نفط يعمل في أحد الحقول بمحافظة حضرموت فهو من أصول حضرمية وقال بصوت محب معاتب نابع عن ادراك حقيقي بقيمة المصفاة الهندسية وانه لا يمكن بناء مصفاة على المدى القريب أو البعيد توازي مصافي عدن إطلاقاً فموقعها لايوجد منه اثنين في كل ربوع الوطن ناهيك عن اصولها من ميناء و خطوط نقل و خزانات تتسع لقرابة مليون برميل نفط وبنى تحتية بتصاميم انجليزية منحتها الخلود فلا تزال تقدم الخدمات بوتيرة جيدة ..
كنت صامتاً أستمع لرجل طموح لا يفكر لهذه اللحظة بل يفكر للمستقبل ،
سالني قال هل تعرف كم سيكلفنا لو بدأت الدولة في بناء مصفاة مشابهة مع أنه من المستحيل ان تتحقق نفس الشروط كون موقع مصافي عدن استرتيجي ،
قلت لا أدري قال بنبرة جازمة لن تستطيع الدولة بناء مصفاة مشابهة لأن تكلفتها ستفوق موازنة الدولة لعشر سنوات ،،
واضاف مشكلتنا ان القيادة السياسية لا تعي ان إهمال مصافي عدن قد يدمرها ونخسرها للأبد وتوقفها هذا سيكلف الدولة مستقبلاً مليارات الدولارات لو شرعت الدولة ببناء مصفاة حتى ولو لم تضاهي مصفاة عدن ،
كان صديقي يسال دون توقف فتشعر في كلماته بحرقة و ألم على حال الوطن الذي ينزف بينما يسارع لصوص السلطة للمتاجرة بالضمادات والمتمثلة في مشتقات نفطية مستوردة تم شرعنتها ليتم الاستغناء عن مصفاة عدن و يقدمون أنفسهم كمنقذين وان ضماداتهم هي العلاج بينما هي فقط تخفي الجرح الذي ينزف .
مصفاة عدن بحاجة لعملية جراحية لزراعة قلب يمدها بالطاقة بديلاً عن الباورهوس الذي تم استأصاله في عملية مشابهة لعمليات المتاجرة بالاعضاء والتي غالباً ما يموت المتبرع بعد العملية وهذا ما حدث للمصفاة عام 2014 .
كتبه احمد السيد عيدروس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news