عدن – قبل سنوات، كانت أسواق عدن تعجّ بالحركة قبيل عيد الأضحى، وكان صوت البائعين وأحاديث المواطنين عن الأضاحي علامة مميزة لقرب العيد. اليوم، تغيّرت الصورة، وتحولت هذه الشعيرة الدينية العظيمة إلى عبء ثقيل على كاهل آلاف الأسر التي فقدت القدرة على شرائها، في ظل موجة غلاء خانقة وتراجع غير مسبوق في مستوى الدخل.
تشهد أسواق المواشي في عدن ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، حيث تجاوز سعر الأضحية حاجز 400 ألف ريال في بعض المناطق، ما يجعلها خارج متناول معظم العائلات، حتى المتوسطة منها.
يقول المواطن خالد أحمد، موظف في قطاع حكومي: “كنت أحرص كل عام على شراء أضحية مهما كانت الظروف، لكن هذا العام لا أستطيع حتى التفكير في الأمر، فالراتب لا يكفي حتى لنصف شهر.”
غياب الأضحية لم يؤثر فقط على المائدة، بل تسلل إلى النفوس، فاختفت مظاهر البهجة من الشوارع، وخفتت أحاديث العيد داخل المنازل. يؤكد سكان محليون أن الشعور بالحزن والحسرة بات السمة الأبرز لعيد الأضحى في عدن، لا سيما في أوساط الفقراء ومحدودي الدخل.
رغم هذا الواقع المؤلم، لم تظهر أي مبادرات مجتمعية أو حملات إغاثية كبيرة لتأمين الأضاحي للأسر المحتاجة، كما لم تسجل أي تحركات جادة من السلطات المحلية للحد من ارتفاع الأسعار أو دعم المواطنين.
“نشعر أننا متروكون تمامًا لمصيرنا”، هكذا عبّر أحد المواطنين في حي الشيخ عثمان، مضيفًا: “حتى الجمعيات الخيرية أصبحت غائبة، وكأن الفقراء لم يعودوا من أولويات أحد.”
مع اقتراب العيد، يطالب نشطاء ومواطنون بإطلاق حملات عاجلة لجمع التبرعات وشراء أضاحٍ جماعية يتم توزيعها على المحتاجين، مؤكدين أن تجاهل هذا الجانب الإنساني يهدد بتعميق الشعور بالإحباط لدى شريحة واسعة من سكان عدن.
ويبقى السؤال: هل يأتي العيد على سكان عدن هذا العام كفرصة للفرح، أم كذكرى جديدة للحرمان والعجز؟
لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط:
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news