سجّل شهر مايو 2025 أعلى معدل لانتهاكات الحريات الإعلامية في اليمن منذ بداية العام، بحسب تقرير حديث أصدره مرصد الحريات الإعلامية (Marsadak)، ما يعكس تصاعدًا مقلقًا في وتيرة القمع الموجه ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام.
وأوضح المرصد، في "إنفوجرافيك" نشره الثلاثاء، أنه وثّق 21 حالة انتهاك خلال شهر مايو فقط، مقارنة بـ5 حالات في أبريل الماضي، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 320% خلال شهر واحد، ويدفع بالشهر المنصرم إلى صدارة قائمة الأشهر الأكثر قمعًا للصحفيين منذ مطلع 2025.
وتنوّعت الانتهاكات بين الاعتقال التعسفي (7 حالات)، والاحتجاز غير القانوني (4)، والتهديد (5)، إضافة إلى محاكمات واستجوابات مرتبطة بالنشر (2)، ومحاولتي اعتداء واعتقال، فضلًا عن حالة واحدة لمنع من التصوير.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات توزعت جغرافيًا على 8 محافظات، تصدرتها الحديدة (5 حالات)، تليها صنعاء ومأرب (4 حالات لكل منهما)، ثم تعز (3 حالات)، في حين توزعت باقي الحالات على محافظات عدن، ذمار، حضرموت، وسقطرى.
وفي ما يخص الجهات المنتهِكة، حمّل المرصد جماعة الحوثيين المسؤولية عن 48% من إجمالي الانتهاكات خلال الشهر الماضي، بواقع 10 حالات، تلتها الحكومة المعترف بها دوليًا بـ7 حالات (33%)، ثم المجلس الانتقالي الجنوبي بـ3 حالات، فيما نُسبت حالة واحدة إلى جهات مجهولة.
وارتفعت بذلك حصيلة الانتهاكات الموثقة منذ بداية العام الجاري إلى 59 حالة، بينها 30 انتهاكًا على يد الحوثيين، و25 على يد السلطات التابعة للحكومة الشرعية والأطراف المتحالفة معها، في حين سُجلت 3 حالات ارتكبها متنفذون، وحالة واحدة فقط ضد جهة مجهولة.
وأكد مرصد الحريات الإعلامية أن هذا التصعيد في استهداف الصحفيين "يأتي في سياق تراكمي منذ اندلاع النزاع في اليمن عام 2015"، مشيرًا إلى أنه وثّق أكثر من 2,622 انتهاكًا خلال السنوات الماضية، شملت القتل والتعذيب والإخفاء القسري والاعتقال التعسفي، في ظل غياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news