قال كاتب وباحث سياسي إن جماعة الحوثي باتت محاصرة بثلاثة سيناريوهات متشابكة، في ظل فقدانها أهم مصادر الدعم الاقتصادي واللوجستي، بما في ذلك المطار والميناء، مع فرض حظر على السفن التي تنقل النفط والغاز إليها، الأمر الذي يضع الجماعة في مواجهة مباشرة مع سلسلة من التهديدات المستقبلية، وسط تحالفات إقليمية متداعية.
وأضاف الكاتب عبدالسلام محمد أن الحوثيين، المتحالفين مع حزب الله المنهار، ونظام الأسد المتهالك، والحرس الثوري الإيراني القلق من أي ضربات مباغتة لمنشآت الطاقة النووية، يواجهون اليوم خيارات مصيرية تبدأ من السلام وتنتهي بالانهيار الداخلي أو المواجهة الشاملة.
السيناريو الأول: السلام وفق المرجعيات الثلاث
وأوضح الباحث أن السيناريو الأول يتمثل في القبول بالسلام وفق المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي، وهو ما يعني إنهاء الانقلاب وتسليم السلطة. واعتبر أن قبول هذا السيناريو سيشكل هزيمة سياسية كبرى للحوثيين حتى دون قتال، ما يجعل احتماله ضعيفًا جدًا في نظر الجماعة.
السيناريو الثاني: الهروب إلى الحرب
أما السيناريو الثاني، فيكمن في الهروب إلى الحرب من خلال محاولة السيطرة على محافظتي مأرب وشبوة، لتعويض مصادر الدخل المنقطعة. إلا أن هذا الخيار، بحسب الباحث، سيعيد الحوثيين إلى نقطة المواجهة المباشرة، خصوصًا بعد الضربات النوعية التي تلقوها من الولايات المتحدة. كما أن عودة الحرب قد تفتح المجال أمام دعم إقليمي ودولي واسع لقوات الشرعية، ما قد يفضي إلى تدخل بري حاسم.
السيناريو الثالث: البقاء في مربع اللاسلم واللاحرب
السيناريو الثالث، والذي وصفه بـ"الخطير"، يتمثل في حالة الجمود الراهنة، حيث لا حرب ولا سلام، وهي مرحلة مكّنت الحوثيين سابقًا من إعادة بناء قدراتهم وتجنيد مقاتلين جدد. إلا أن فقدانهم للميناء والمطار، والانهيار الاقتصادي المتسارع، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انتفاضة شعبية، رغم أن تحقق هذا الاحتمال يتطلب مزيدًا من الوقت.
تصعيد محتمل داخلي وخارجي
وحذّر محمد من أن الحوثيين قد يلجؤون إلى "هدم المعبد فوق الجميع"، عبر تنفيذ عمليات تصعيدية تطال موانئ ومطارات، خصوصًا في عدن، دون تبني صريح لها. وقد تشمل الفوضى المحتملة أيضًا مناطق خارج اليمن، بهدف إشغال المجتمع الدولي عن تداعيات المجاعة التي تلوح في الأفق تحت حكم الجماعة.
الحسم العسكري خيار ضروري
وأكد أن الاستعداد للحرب والحسم العسكري الشامل يمثل الخيار الأقل كلفة على اليمنيين، وعلى الأمن الإقليمي والدولي، في حال استمرار رفض الحوثيين للسلام الحقيقي واستغلالهم للجمود السياسي والعسكري في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news