مع بدء موسم الحج وفتح باب التسجيل، كثّفت وزارة الأوقاف والإرشاد في اليمن استعداداتها لاستقبال وخدمة 24,255 حاجاً يمنياً، وسط تحديات كبيرة وإصرار حكومي على تقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن، بما يليق بمكانة الشعيرة وقدسيتها.
منذ اللحظات الأولى، وضعت الوزارة خطة شاملة لمواكبة التحولات الكبرى التي تشهدها منظومة الحج في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، بحسب ما أكده وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد شبيبة، الذي أشار إلى أن الدعم الكامل من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة كان له بالغ الأثر في تيسير المهام.
وأوضح شبيبة أن الوزارة تعاقدت مع كبرى الشركات السعودية المتخصصة في خدمات النقل والإعاشة والصحة، كما حرصت على اختيار مواقع متميزة لإسكان الحجاج في مشعري منى وعرفات، مشيداً بالتعاون المثمر من الجانب السعودي وتقديمهم كل التسهيلات الممكنة.
توزعت لجان بعثة الحج اليمنية في محطات متعددة، تبدأ من منفذ الوديعة الحدودي، حيث تتولى لجنة خاصة تسهيل مرور الحجاج، وتمتد إلى مقار السكن في مكة والمشاعر، وصولاً إلى منى وعرفات.
كما تم تشكيل لجان لمتابعة جودة الخدمات المقدمة، وتقييم الأداء بشكل دوري، مع التأكيد على محاسبة أي تقصير في المهام.
ولم تقتصر جهود البعثة على الخدمات اللوجستية فقط، بل شملت الجوانب الدينية والتثقيفية من خلال لجنة التوعية التي تعمل على تزويد الحجاج بالإرشادات الشرعية، وتوجيههم نحو أداء المناسك بطريقة صحيحة.
وأكد وزير الأوقاف أن التوعية تُعد من أهم أركان الخدمة، لما لها من دور كبير في مساعدة الحاج على إتمام حجه كما أمر الله، داعياً المرشدين إلى الابتعاد عن أي مظاهر تخلّ بهذه الرسالة السامية.
وحذّرت بعثة الحج اليمنية من محاولات أداء الحج بدون تصاريح رسمية، مؤكدة أن مثل هذه المخالفات تُخل بالنظام وتظلم الحجاج النظاميين الذين التزموا بالإجراءات وسددوا التكاليف.
وأوضح الوزير شبيبة أن حصول الحاج على تصريح رسمي هو ضمان لتنظيم الرحلة وتقديم الخدمات بشكل آمن وسلس، مجدداً التزام الوزارة بهذا المبدأ دون استثناء.
من جانبه، اعتبر وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة، الدكتور مختار الرباش، أن أي عمل بهذا الحجم لا يخلو من تحديات، لكنه شدد على أن البعثة تعمل على مدار الساعة لمعالجة أي قصور فوراً.
وأشار الرباش إلى إطلاق تطبيق “يلملم” الإلكتروني، الذي أحدث نقلة نوعية في إدارة وتوثيق إجراءات الحج، ورفع من مستوى الشفافية والتنظيم، رغم التحديات التي تواجهها الوزارة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها اليمن.
واختتم الرباش بالإشادة بالتعاون الكبير من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن التسهيلات المقدمة من الجهات المختصة هناك ساعدت في إنجاح مهمة البعثة اليمنية، ومكنت آلاف الحجاج من تأدية مناسكهم في أجواء روحانية آمنة وميسرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news