سمانيوز/أبين – خاص-- إيهاب المرقشي
حلّ العيد لكنّه لم يحمل الفرح المنتظر جاء العيد هذا العام مثقلاً بالوجع باهت الملامح تتقدمه تنهيدات الأمهات ووجوم الآباء ونظرات الأطفال المعلقة في واجهات المحال التي لا تطالها أيديهم بعد أن أنهكت الحياة ذويهم
*في معظم مدن الجنوب التي كانت تعرف بالبهجة والصوت العالي للفرح أيام الأعياد خفتت الأصوات وتراجعت مظاهر الزينة وغابت بهجة الأطفال بعد أن أرهقتهم سنوات القهر والتهميش وتدهور الخدمات لا ملابس جديدة لا لحوم في الموائد لا طمأنينة في البيوت كل شيء تغيّر إلا الذاكرة**
**كنا زمان نستقبل العيد من آخر يوم في رمضان نخيط الملابس ونجهز الحلوى ونخطط للزيارات تقول أما اليوم تذرف الدموع على أعيادٍ مضت”اليوم نُفكّر فقط كيف تتوفر لقمة العيش وأحيانًا حتى هذه لا نجد**
**المعاناة أصبحت عنوانًا يوميًا الكهرباء مقطوعة أغلب اليوم والماء بالكاد يصل وأسعار السلع تضاعفت بينما دخل المواطن صفر. المرتبات منقطعة والمساعدات شحيحة والدولة غائبة المدارس مُهملة المستشفيات تفتقر لأبسط الإمكانيات والناس يواجهون كل هذا بلا سند
اجتماعيًا لم تعد الأعياد تجمع الناس كما كانت البعد النفسي للأزمة وانشغال الأسر بتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة ألقى بظلاله على العلاقات الاجتماعية وقلّص من مساحة الفرح والتزاور المعتادة. كثيرون بقوا في منازلهم، ليس لأنهم لا يريدون التزاور.. بل لأنهم لا يملكون حتى وسيلة نقل أو ما يقدَّم في الضيافة
ورغم كل شيء تتشبث الأرواح ببصيص الأمل فالعيد وإن بدا حزينًا لا يزال يحمل في طياته ذكرى أيام جميلة وحنينًا لفرحٍ لم يمت تمامًا لا تزال الأمهات تتبادل التهاني بصوت خافت والآباء يُخفون دموعهم خلف ابتساماتٍ شاحبة والأطفال رغم كل شيء يركضون في الأزقة يصنعون من الفتات فرحًا صغيرًا
**العيد حضر لكنه لا يُشبه العيد حضر كشاهد على معاناة شعبٍ لم يفقد إنسانيته رغم القهر ولا أمله رغم التهميش علّه يأتي يوم نُعيد فيه السؤال لا من باب الأسى بل من باب الاستبشار على أي حالٍ عدتَ يا عيد؟فنجيب بقلوبٍ مطمئنة عدتَ على خير
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news