اليمنيات يلجأن لمهن لا يتقنها الرجال لتحسين المعيشة

     
المنارة نت             عدد المشاهدات : 121 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اليمنيات يلجأن لمهن لا يتقنها الرجال لتحسين المعيشة

لجأ كثير من اليمنيات إلى مواجهة البطالة وتردي الأحوال المعيشية بمشاريع صغيرة، وكان لمهنة التجميل دور في تعزيز حضور المرأة في سوق العمل وتمكينها اقتصادياً

رغم أن الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي، ألقت بعبئها على مختلف الأنشطة الاقتصادية في اليمن، فإن المشاريع الصغيرة أسهمت في حماية عائلات كثيرة من العوز، وكان لمهنة التجميل دور في مواجهة البطالة وآثار تردي الأوضاع المعيشية.

عندما كان من الصعب على أريج زيد أن تجد عملاً في تخصصها الذي شغفت بدراسته 4 سنوات، لجأت لتجديد اهتماماتها، وبينما كانت تقضي أوقات فراغها في تنمية موهبتها في الرسم، اكتشفت طريقة للمزج بين الفن ومهنة تصفيف الشعر.

قضت زيد سنوات عديدة تنتظر فرصة وظيفية في تخصصها بالإحصاء، وعملت إدارية في أحد المستشفيات حتى تسببت الحرب بفقدان عملها، فانشغلت بالرسم الذي كانت تمارسه منذ طفولتها. وخلال ذلك طرأ على بالها أن تستفيد من أعمالها الفنية وألوانها في تجريب مهنة التجميل، لتهتدي إلى تأسيس مشروع لتصفيف الشعر (كوافيرة).

لكن البدء بالمشروع لم يخلُ من كثير من الصعوبات، بدايةً بتكلفة الإنشاء، وليس انتهاء بالحصول على أدوات العمل التي ترتفع أسعارها دائماً نتيجة انهيار العملة المحلية وصعوبة الحصول عليها، في بلاد يعاني سكانها من الحصول على المواد الأساسية، وفي سبيل ذلك حصلت زيد على الدعم من عائلتها.

ويُعدّ آ«مشروع أريجآ» مثالاً ملهماً للنساء في ظل التحديات المعيشية التي يواجهها المجتمع في مدينة عدن الذي فرضت عليه الحرب ظروفاً قاسية، ووسَّعت دائرة الفقر والبطالة، وحقق المشروع رواجاً في المدينة، وبدأت كثيرات بتقليده.

وتكشف آخر المسوح الإحصائية الرسمية عن القوى العاملة في اليمن (الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء بالتعاون مع آ«منظمة العمل الدوليةآ» قبل الانقلاب الحوثي) أن نسبة اليمنيات في سوق العمل تصل إلى 4.5 في المائة من إجمالي القوى العاملة في البلاد.

وتشير تقارير عدد من الجهات الدولية بالتعاون مع جهات محلية إلى أن الحرب أثرت على عمل النساء في القوى العاملة أكثر من الرجال؛ إذ بلغت نسبة بطالة النساء بسبب الحرب 43 في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، مقابل 11 في المائة في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد.

بين الترف والضرورة

إلى جانب تحديات التكلفة والقدرة على الترويج لها باعتبارها تُمثل ترفاً وسط الحالة المعيشية المعقدة للسكان، يواجه العمل في مجال التجميل تحديات مجتمعية كثيرة، أبرزها تعاطي المجتمع معه والقبول به.

وترى ماريا راشد، مسؤولة الإعلام في اللجنة الوطنية للمرأة (هيئة حكومية)، أن الاحترافية والمهنية والتركيز على المهارات التقنية العالية والجودة والنظافة سيساهم في تمكين المجتمع من القبول بهذه المهنة والتعاطي معها بإيجابية.

وتقول راشد لـآ«الشرق الأوسطآ» إنه وفي حين قد يتم التعامل مع مهنة التجميل بوصفها مجالاً للترف، فإن النظر إليها من جهة تأثيراتها في الظروف الصعبة والمعقدة، على الصحة النفسية والثقة بالنفس، يمكن أن يحوّل التعامل معها إلى حاجة إنسانية، مشيرة إلى أن هناك ما يُسمى بـآ«التجميل العلاجيآ»، إلى جانب استخدام مواد تجميل طبيعية وعضوية تساهم في حماية الصحة الجسدية والنفسية.

وتشدد على أن لمهنة التجميل دوراً في تغيير الصورة النمطية عن المرأة وتعزيز استقلالها الاقتصادي والمساواة بين الجنسين في مجال العمل والمشاريع، ويتطلب الأمر تقديم الدعم لمثل هذه المهنة جهوداً متكاملة على مختلف الأصعدة.

وخلال السنوات الأخيرة زادت أعداد المشاريع الصغيرة التي أنشأتها أو تديرها النساء، ولم تعد تقتصر على المدن الكبيرة؛ فحتى في الأرياف والقرى النائية لجأت النساء إلى ابتكار وسائل إنتاج خاصة بهن لتعويض عجز أرباب عائلاتهن عن تأمين متطلبات المعيشة، ولمواجهة البطالة التي تتسع دائرتها باستمرار.

ابتكار وتحديات

بحسب المسح الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء السابق ذكره، فإن نسبة بطالة المرأة بلغت 26.1 في المائة قبل الانقلاب والحرب، وهي تفوق ضعف معدل بطالة الرجال البالغة 12.3 في المائة.

وتواجه النساء اليمنيات تحديات أكبر من الرجال في إنشاء المشاريع الصغيرة، ويلجأن إلى مهن وحرف لا يستطيع الرجال منافستهن فيها، كما تقول نوال عبد الله، وهي مهندسة لم تحصل على وظيفة رغم تخرجها منذ سنوات عديدة، فلجأت إلى إنتاج مواد التجميل الشعبية التي لا تزال تحظى برواج في أوساط اليمنيات، رغم إغراق الأسواق بمنتجات التجميل العصرية.

واستفادت المشرقي من خبرات جدتها التي عاشت في مدينة عدن المشهورة برواج وإنتاج مواد التجميل والروائح الشعبية الشهيرة في أوساط اليمنيات منذ عهود طويلة، مثل الحناء والزباد والأخضرين والمخمرية والبخور، لتؤسس لنفسها مشروعاً يعوضها عن فرصة العمل التي لا تتوقع حصولها عليها في ظل الحرب الدائرة في البلاد.

وبدأت نوال عبد الله قبل أكثر من 6 أعوام بجلب هذه المنتجات من عدن لبيعها لنساء مدينة تعز، إلا أن تكلفة الشراء والنقل والتسويق كانت مرتفعة جداً، بينما قدرة النساء الشرائية متدنية، فقررت أن تلجأ إلى إنتاج هذه المواد بنفسها لتوفر على نفسها كثيراً من التكاليف، وتستطيع بيعها بسعر أقل.

وتنوه راشد، مسؤولة الإعلام في اللجنة الوطنية للمرأة بأن مجال التجميل يوفر فرص عمل لكثير من النساء، وقد يكون مصدر دخل أساسياً لهن ولأسرهن في ظل محدودية الفرص الأخرى، إلى جانب دعم الاقتصاد المحلي وتحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص عمل، وإنْ بنسبة محدودة، إلا أنها مؤثرة.

المصدر: "الشرق الأوسط"


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

"دولة جيشها قوي".. إعلام عبري يكشف عن الهدف التالي لإسرائيل بعد عملية الدوحة

الحدث اليوم | 710 قراءة 

استدعاء سعودي عاجل لـ أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى الرياض

الحدث اليوم | 525 قراءة 

القبض على مسئول رفيع يسرّب أسرار العليمي للحوثي

نيوز لاين | 451 قراءة 

تل أبيب تبحث عن “ردع غير تقليدي”: ضرب القات في اليمن كورقة ضغط

المرصد برس | 416 قراءة 

اعتقال قيادي كبير في صنعاء متورط بغارة الاجتماع الأخير لرئيس حكومة الحوثي

نافذة اليمن | 400 قراءة 

تركيا تفاجى الجميع وتهجم على إسرائيل وتدخل عسقلان .. تفاصيل

الحدث اليوم | 366 قراءة 

من قلب صنعاء إلى مأرب.. انشقاق عسكري كبير يعيد ترتيب المشهد اليمني

نيوز لاين | 356 قراءة 

دولتان تتدخلان في اللحظة الأخيرة لإنقاذ وفد حماس

المرصد برس | 352 قراءة 

غارات تحوّل مقرات الصحافة في صنعاء إلى مقابر جماعية.. حصيلة جديدة للغارات

نافذة اليمن | 292 قراءة 

8.2 تريليون ريال ديون.. الفودعي: محافظ البنك يصمد ضد ضغط صرف المرتبات الفوضوي

نافذة اليمن | 284 قراءة