الحوثيون تأخروا في التجاوب.. ولغم من مخلفاتهم يودي بحياة أحد عناصرهم بعد فتح طريق دمت – مريس جزئيًا.
حشد نت - الضالع
شهدت الساعات الماضية تطورات متسارعة في شمال محافظة الضالع، مع الإعلان عن فتح طريق استراتيجي يربط بين منطقتي مريس ودمت من قِبل قوات الجيش والمجلس الانتقالي، في وقت لم تبادر فيه ميليشيا الحوثي الإرهابية بأي خطوة مماثلة رغم مرور أكثر من ثلاثين ساعة.
وجاء الإعلان المفاجئ من لجنة مشتركة مكوّنة من قيادات عسكرية وأمنية في محافظة الضالع ومريس، إضافة إلى قيادات عسكرية قدمت من عدن، بعد اجتماع عاجل عقدته على خطوط التماس، أعلنت خلاله تدشين فتح الطريق من جانبها. الخطوة جاءت خلافاً لما كان متوقعاً، حيث كانت الترتيبات الأولية تشير إلى عقد اجتماع موسع خلال الأيام القادمة بهدف التنسيق مع الوساطة المحلية لإعلان متزامن لفتح الطريق، المغلق منذ عام 2018.
وبحسب مصادر محلية، فإن طريق الضالع من جهة مريس كان قد فُتح فعليًا منذ الأسبوع الماضي، ما يرجح تلقي الجهات المحلية في المناطق المحررة توجيهات عليا بالإسراع في تنفيذ الخطوة.
وقد أربك الإعلان المفاجئ ميليشيا الحوثي، التي كانت قد بدأت بإزالة السواتر والحواجز، لكنها لم تكن جاهزة تماماً، وهو ما انعكس خلال الساعات التالية.
المرور عبر الطريق خلال اليوم الأول اقتصر على بعض المواطنين سيرًا على الأقدام ودراجات نارية، دون تسجيل عبور لمركبات أو شاحنات حتى مساء الجمعة.
لاحقًا بدأت الميليشيا بإزالة السواتر الترابية ومحاولة تفكيك الألغام التي زرعتها على امتداد الطريق، وتمكنت أول مركبة مدنية من عبور الطريق باتجاه منطقة الجبارة في مريس قادمة من مدينة دمت، لتكون أول حالة مرور مدني موثقة منذ فتح الطريق.
ومن المتوقع أن تعلن الميليشيا عن فتح الطريق لحركة المركبات خلال اليومين القادمين، رغم استمرار خطر الألغام والعبوات الناسفة المزروعة بكثافة على جوانب الطريق، ما يجعل المرور عبره محفوفًا بالمخاطر.
عصر الخميس، وبعد ساعات من إعلان فتح الطريق، وقع انفجار بالقرب من منطقة يعيس، أدى إلى مقتل عنصر حوثي يُدعى علي قاسم محمد الغرباني، الملقب بـ"قريع"، نتيجة انفجار لغم كانت الميليشيا قد زرعته سابقًا.
وأفادت المصادر أن الحادثة وقعت في منطقة الزيلة، وأسفرت أيضًا عن إصابة عنصر آخر، وتم نقل القتيل إلى مستشفى دمت لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
بالتزامن مع هذه التطورات، توافد عدد من المواطنين إلى المنطقة الفاصلة شمال مريس، ووثقوا عبر عدسات هواتفهم وجود كميات كبيرة من المتفجرات وألغام متنوعة منتشرة على امتداد الطريق، إضافة إلى سواتر ترابية وعبارة مياه خرسانية فجّرتها الميليشيا في وقت سابق ولم تقم بإصلاحها بعد.
تحذيرات محلية صدرت من خطورة المرور العشوائي في هذه المنطقة شديدة التلوث بالألغام، والتي تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المدنيين.
ورغم المخاطر، فقد رصدت عدسات الناشطين لحظات مؤثرة للقاءات جمعت مقاتلين وسكان من مناطق ظلت مفصولة لسنوات، وسط مشاعر فرح ممزوجة بالحذر والترقب، أعادت شيئاً من الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها بين مجتمعات محلية فرّقتها الحرب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news