موقف ( حدث معي ) بالأمس وانا اتناول الغذاء في إحدى( مولات) عدن … اخذت طلبي وجلست على الطاولة وحدي …. أمامي مباشرة في الطاولة المقابلة يجلس رجلً يبدو في (الخمسينات)
آ
من عمره مرتب لبسه و (نظيف) و بيده كانيولا او بالعامية ( فراشة ) على ما اظن أنه مريض … من هيئة الرجل و منظره لا (يأتي) في خيالك أن هذا الشخص قد يكون سبب وجوده هنا ما سأخبركم به … ! بدأت في تناولي طعامي وكلما التفت اليه وجدته ينظر الي و يشيح بنظره ويعود مره آخرى
آ
آ
… ( استغربت ) لكني لم أكترث … أنهيت ( اكلي) وقبل أن اقوم من مقعدي وقبل أن يصل عامل النظافة ( لأخذ) باقي الطعام أقبل ( مسرعاً ) هذا الرجل الذي كان ينتظر و وضع يده على الطعام و كأنه وضع يده ينتزع ( قلبي ) من مكانه و قبل أن ياخذه العامل قال ( انا بكل الباقي خليه ) والله الذي نفسي بيده أني شعرت كأن أحدهم( صفعني)
آ
آ
بحذاء على ( وجهي) لم أستطع أن انطق بحرف وأحد قلت له ( اطلب ) لك لما (يلتفت) حتى و لم يرمش بعينه …فقط (منهمك) بالأكل كأنه جائع منذ أيام…. ربما لو كتبت لكم ما كتبت لن اصف قسوة ( المشهد ) الموجع ad لست ابالغ بحرف واحد …. لم يطلب الرجل مالاً و لم يشكي و لم يتحدث اصلا (بكلمه ) كان جائعً فقطًں’” تحركت من عنده نحو المغسلة و دموعي تسقط دون شعور دون قدرة على استيعاب الموقف
آ
آ
… كأنني في كابوس ؟! تمنيت لو اني مت قبل هذا … أو أنني نمت او انني لم اذهب لتناول الغداء اصلاً …. رجل بعمر ابوك( يبدو) عليه العفاف و العزة من شكله من صوته الخافت من لبسه المرتب و من خجله حين استأذن لتناول باقي الطعام! غادرت أحمل معي ( الف ) سوأل وخيبة لم يستطع عقلي تقبُل الأمر و ان ما حدث واقع وصلنا له فعلاً … أصابني خوفاً وقلق لا أدري كيف اصفه لكم ! في طريقي نحو البيت و إلى الآن لما تفارقني ملامح( الرجل) الذي (سكب) حزن الأرض كله في صدري …. جائع مريض وحده في هذا العمر …. كأن العالم قد قرر التخلي عنه ! تخيلوا كم رجل و أباً و زوجاً يعيشون هذا الحال الذي يدمي الروح والقلب و يسلب الكرا
آ
! لعنت نفسي و لعنت هذا الوطن و لعنة كل ظالم و فاسد جعلوا اعزاء القوم في ذل و قهر يذبحك من الوريد إلى الوريد … وصلت بيتي خالياً من أي شعور او رغبة او احساس
آ
آ
( كتلةُ ) قهرً لا يبتزه وجع و لا آلم ! روادني بيت (حزن) للشاعر الجواهري حين قال : لم يبقى عندي ما يبتزهً (الآلم) حسبي من الموحشات الهمُ و الهرمُ كتب/محمد عادل الاعسم رجل خمسينيعدن مولمطعم
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news