العربي نيوز:
كشفت مصادر امنية عن مصير شيخ قبلي بارز، بعد تعرض موكبه لوابل من النيران، وتداول وسائل اعلام محلية انباء مقتله فيما تداولت مواقع اخبارية انباء عن نجاته من محاولة اغتيال نفذتها عناصر مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في مديرية القطن بمحافظة حضرموت.
وأكدت الادارة العامة للأمن والشرطة في محافظة حضرموت الوادي والصحراء، سلامة الشيخ حمد سالم بلحامض النهدي ومرافقيه، وقالت: إن تعرضه لإطلاق نار في نقطة العنين الامنية بمديرية القطن "لم يكن محاولة اغتيال بل كان نتيجة مخالفة قام بها مرافقيه اثناء مرورهم بالنقطة الامنية".
مضيفة: "الحادث لم يكن محاولة اغتيال، بل كان نتيجة مخالفة قام بها مرافقو بلحامض أثناء مرورهم عبر نقطة العنين، حيث لم تتوقف إحدى سيارات المرافقين عند الحاجز الأمني بعد رفضهم إبراز هويتهم الشخصية، ما دفع أفراد النقطة إلى إطلاق النار التحذيري وفق الإجراءات المتبعة".
وتابعت إدارة الامن والشرطة بحضرموت الوادي في بيان: إن "المواطن حمد بلحامض لم يتعرض لأي أذى، وتم التعامل مع الحادث في حينه واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث، حيث نزل المواطن بلحامض من سيارته واعتذر من افراد النقطة وتم السماح لهم بالعبور".
مشددة على "ضرورة تعاون الجميع مع النقاط الأمنية، بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار". ودعت بختام البيان المنشور على حائط مركز الاعلام الامني لإدارة أمن حضرموت الوادي في سيئون "وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في نشر الأخبار، وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية".
شاهد .. بيان لأمن حضرموت الوادي بشأن بلحامض
وتأتي هذه الحادثة، وما صاحبها من صخب اعلامي، في ظل استمرار تصاعد التوتر في محافظة حضرموت، جراء سعي "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، إلى استكمال ضم المحافظة بالكامل لسيطرة مليشياته، بعد تمكنه من نشرها في حضرموت الساحل، رغم رفض قوى حضرموت ومكوناتها القبلية والسياسية والمدنية.
والسبت (12 ابريل) أعلن "حلف قبائل حضرموت" تمكنه من اسقاط ما سماه "مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأكد "نهاية الانتقالي الجنوبي"، في ختام "اللقاء العام لقبائل حضرموت"، الذي دعا اليه وعقده بمشاركة حاشدة لمشايخ حضرموت، واصدر اعلانا من 10 بنود اولها "تطبيق الحكم الذاتي لحضرموت بدعم سعودي".
تفاصيل:
حلف حضرموت يعلن نهاية "الانتقالي"
سبق هذا، تسديد السعودية، رسميا، نهاية مارس، طعنة عسكرية قاتلة لـ "الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر اعلان التزامها رسميا بتعزيز "قوات حماية حضرموت"، من اطماع الامارات عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في السيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها.
تفاصيل:
السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !
وعزز هذا كسر السعودية، رسميا "الانتقالي الجنوبي" الجمعة (21 مارس) باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان لرئيس "حلف قبائل حضرموت"، ردا على تهديدات الزُبيدي خلال زياراته للمحافظات الجنوبية، في تطور اعتبره مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".
تفاصيل:
السعودية تكسر "الانتقالي" بهذا الاجراء !
جاءت الزيارة عقب اطلاق رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي لدى زيارته المكلا، منتصف مارس الفائت، تهديدا مباشرا إلى "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" بما سماه "التصدي الحازم لهم واستخدام القوة لحماية حضرموت ، بوصفها عماد الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب تعبيره.
شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن
قوبلت زيارة الزُبيدي الى حاضرة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، والخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة "النخبة الحضرمية"، باحتجاجات المواطنين وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.
شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)
ونفذ عيدروس الزُبيدي، منذ بداية شهر رمضان (مارس الفائت) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".
تفاصيل:
اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)
بدورها، وجهت السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".
تفاصيل:
تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)
جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.
تفاصيل:
صدور امر اسقاط هذه المحافظة !
وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".
تفاصيل:
الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)
لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل:
نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".
بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.
وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.
شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة
بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news