في زوايا مدينة الضالع، وتحديداً أمام الأحوال المدنية، يقف رجل ستيني شامخ رغم انحناء ظهره، يرتدي عمامة بيضاء وقميصه البسيط، يبتسم لكل مار ويقدم كوباً من الشاي بطعمه الفريد. إنه العم الأبي، الرجل الذي تحول إلى أيقونة كفاح في زمن بات فيه الكسل عادة، والتواكل أسلوب حياة.
الأبي لم يركن لهرم سنه، ولم ينتظر إحسان أحد. مصدر رزقه الوحيد هو بيع الشاي، يعتاش منه بكرامة. من تذوق شايه، يعود إليه كل صباح، لا فقط لطعمه، بل لحديثه العذب، ولحكمته التي تشبه نكهة الشاي صافية، عميقة، وبسيطة.
هو موسوعة من العبر، ومرآة ناصعة تعكس كيف يكون الشرف في السعي، اثناء ارتشاف الشاي ومع بدء الحديث يروي للناس مقتطفات من الزمن الغابر ، ويلقي عليهم دروساً في الإصرار ، دون أن يتكلف كلمة أو يتصنع مشاعر.
رسالة لكل شاب إلى أولئك الذين يقضون نهارهم نائمين ولياليهم أمام الشاشات، يبددون أعمارهم خلف ألعاب إلكترونية غير آبهين بأحوال أسرهم ولا بكيفية تأمين لقمة العيش انظروا إلى العم ابو خليل. إنه ينهض كل يوم ليكسب قوت يومه من عرق جبينه. لم يسأل أحداً ولم يمد يده بل اختار أن يكون عزيز النفس كريم المسعى.
استفيقوا قبل أن تمضي الأيام بلا أثر فالعمر لا ينتظر الكسالى، والأحلام لا تتحقق بالخيال وحده، أنتم قادرون على صنع المعجزات إن تسلحتم بالعزيمة والإرادة. لا تجعلوا الكسل يسرق منكم مستقبلكم ولا تعيشوا في وهم الراحة الدائمة ، فالحياة لا ترحم من لا يرحم نفسه.
العم ابو خليل لم يكن بحاجة لخطاب يلقى على منصة، بل حياته اليومية هي أعظم خطاب فتعلموا منه واحترموا العمل أياً كان لأن الكرامة في السعي لا في الاتكال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news