في تظاهرة اليوم فقد الحديث عن الأمن كلُّ دلالته، فقد تحرك من يحبس حتى الهواء عنا

     
موقع حيروت             عدد المشاهدات : 75 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في تظاهرة اليوم فقد الحديث عن الأمن كلُّ دلالته، فقد تحرك من يحبس حتى الهواء عنا

————————————————-

# بقلم: عفراء الحريري #

جعلتني تظاهرة اليوم، أستشهد بقوله عز جل ”الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ” الشعوب المغلوبة على أمرها، تحتاج الطعام قبل الأمن و لاتستمر الحياة بدونهما، إلاّ انه في مدينة المئة قوة أمنية المدججة بالسلاح، تجد الإرهاب لقمع البسطاء، وأكل أموالهم بدون رحمة هو السائد و للحرية بائد.

ذهلت اليوم بعدد الأطقم والأفراد من( نساء ورجال) في مواجهة عشرات من النساء اللواتي تم منعهن وحصارهن في بقعة من الطريق مقابل ساحة العروض، منعت جميعهن من إلتقاط الصور والسير في جماعة نحو اليمين وهو الطريق المؤدي إلى إدارة الأمن ونحو اليسار الطريق الذي يؤدي إلى معسكر بدر، وقبعن في جزء صغير من الطريق، عندئذًا وبوضوح أدركت أن المفهوم العام للأمن الذي هو محاربة الجريمة بكل أصنافها وبسط سيادة القانون وفرض هيبة الدولة، ليس هو الأمن الظاهر أمامي، وإن القوات والتشكيلات الأمنية والعسكرية منها والمدنية والتي هي ليست في الحقيقة إلا آخر الحلقات المكونة لمفهوم الأمن المصاحب لمقولة الاستقرار وانعدام الفوضى، لم تكن هي المعنية بهذا المفهوم اليوم، و أستوعبت إلى أي مدى بأن كلُّ هؤلاء لا صلة لهم بعلاقة الأمن الغذائي والأمن المالي والأمن الاقتصادي والأمن المائي والأمن الطاقي والأمن الرقمي …إلخ والتي تمثل كلها مظهرا من المظاهر المشروطة للأمن في اي دولة من الدول، بمعنى أخر أن تكون مؤسسات الدولة قادرة على توفير الاكتفاء بها من الغذاء والدواء والمرافق الحيوية للمجتمع وتكون قادرة على توزيعها والتحكم في طرق إدارتها، وعند حدوث خلل في هذه القدرة ينعدم شرط الأمن، تماما كعجز الدولة مثلا عن توفير حياة كريمة للمواطن/ة فيلجئ للجريمة، مما يتسبب في الإضرار بأمن المجتمع واستقراره ويفتح الباب أمام كل الظواهر المرضية الناتجة عن هذا الثقب في التوازن…وهذا الذي لانتمناه ولانرجوه.

مماحدث وجدت بأنه قد رُبط و أرتبط لفظ الأمن اصطلاحا ودلالة لدى السلطة السياسية والتنفيذية والقضائية( وهي السلطة التي أرآف بحالها وهي التي لاتجرؤ على موجهة تلك القوات المدعية بأنها تحمي النظام العام وتغار على سيادة القانون) والمحلية بمفهوم الشرطة شكليًا فقط، وأصبح بشكل كبير ملازمًا لقوات أخرى تمتلك السلاح، وصارت تحتكر مصطلح ” قوات الأمن” بمختلف التشكيلات التابعة لها والمنضوية تحتها، وصارت تدعي بأنها عون الأمن العام، وهي أعلى مستوى منه، بل وجردته- أي الأمن العام- من مهامه وواجباته وصلاحياته وصارت هي الممثل الأساسي للمفهوم وهي المزعوم بأنها الساهرة على تطبيقه وهي التي يخشاها حتى القضاء، وهي ليس الشرطة أو الأمن العام التي نعرفها وتعلمنا بأنها الممثلة القانونية لحماية النظام والقانون، إنها قوة أخرى تستطيع حتى حبس الهواء عنا، دون مساءلة من أي سلطة أخرى.

إنّ محاولة حصر الأمن في هذه القوات الحاملة للسلاح والسلطة التنفيذية المحلية فقط، يعدّ أخطر المغالطات التي يمارسها النظام القائم والمسيطر على الأرض، لأن بذلك تصبح قوات تنفيذ القانون ليست إلا الطرف الأخير في المعادلة الأمنية، بل وإنّ كل مجالات تحرك السلطة التنفيذية التي تتحدد بمستوى تفعيل بقية مستويات الأمن الاجتماعي والمالي والاقتصادي والسياسي، ستفقد التوازن بشكل كامل على التمسك بزمام الأمور، فمثلا: في انعدام الرواتب وإنهاك الطبقة الفقيرة والمتوسطة وانتشار الفساد ونهب المال العام، وإنّ معدلات الجريمة والانحراف والتطرف وكل أشكال الاعتداءات على الأفراد والممتلكات ستنفجر ولن يكون في إمكان السلطة التنفيذية مهما بلغت من السطوة أن تواجهها.

من الواضح إذًا إن مفهوم الأمن من منظور السلطة هو بناء معكوس في تصوره لأنه بناء يبدأ من قاعدة الهرم حيثما الناس مسلوبة الحقوق ومحرومة منها، بدل أن يبدأ من قمته، حيثما يعشش الفساد ويقيم.

وعليهم أن يدركوا في السلطة بمختلف مسمياتها بإن توفّر الأمن في المجتمع والدولة لا يتحقق إلا بتحقق مستويات الأمن الأخرى مثل الأمن الغذائي والتعليمي والوظيفي والصحي والاقتصادي والتي خرجت النساء تطالب به كحقوق وليس هبات وتبرعات، والتي بدون الحصول عليها وتوفيرها يفقد الحديث عن الأمن كل دلالته ويبقى أداة قمع وتنكيل وبدون أي مسمى أخر له.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بن بريك يعود إلى الواجهة.. تغييرات مرتقبة في معادلة الانتقالي الجنوبي

المرصد برس | 507 قراءة 

لن تصدق كيف تم قتله ...مقتل وسيط قبَلي يُفجر غضب خولان بصنعاء "صورة"

جهينة يمن | 460 قراءة 

ضربات دقيقة على قلب صنعاء: الغارات تستهدف مراكز القيادة الحوثية في السبعين

المرصد برس | 397 قراءة 

صدور توجيهات بمنع تسليم الحوالات لهؤلاء بصنعاء

جهينة يمن | 386 قراءة 

اتفاق حكومي حوثي جديد بشأن الموظفين

وطن نيوز | 340 قراءة 

ذهب ليُصلح بين الناس فعاد جثة.. مقتل وسيط قبَلي يُفجر غضب خولان بصنعاء

المشهد اليمني | 339 قراءة 

فضيحة استخباراتية تهز أمريكا..  البنتاجون يكشف حقيقة الضربات على إيران ويضع ترامب في مأزق!!

موقع الأول | 283 قراءة 

تفاصيل جديدة لاقتحام قوة امنية مسجد واطلاق النار واختطاف الامام بعد صلاة الفجر بعدن

كريتر سكاي | 258 قراءة 

الحوثي.. اتفاق أمريكي إسرائيلي على انتزاع آخر مخالب طهران

نيوز يمن | 247 قراءة 

عاجل: اخر مستجدات الكهرباء في عدن وساعات الانقطاع الليلة

كريتر سكاي | 225 قراءة