وحدة يمنية بدون الجنوب

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 291 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
وحدة يمنية بدون الجنوب

ارزدحمت المواقع الصحفية الرقمية والورقية ومواقع التواصل الاجتماعي اليمنية بسيل واسع من الكتابات الفرائحية وكتابات التغني والتباهي والتفاخر والإشادة بحدث 22 مايو 1990م في ذكراه الخامسة والثلاثين، وتغنى الكثيرون وبعضهم وزراء ومدراء وقادة سياسيون وعسكريون ونواب برلمانيون وشوروين (من مؤسستي مجلسي النواب الشورى)، تغنوا بـ 22 مايو باعتباره منجزٌ تاريخي نقل اليمن إلى مكانة مختلفة نوعياً وكلياًعمَّا كانت عليها قبل العام 1990م.

أحدهم كتب يقول " نحتفل ونحتفي بـهذا اليوم (أي 22 مايو) لأننا نعي أن لا سبيل لاسترجاع الجمهورية واسترجاع حياتنا ودرب مستقبلنا إلا باليمن الكبير الذي يعترف به العالم"

وكتب آخر يقول

" لا يخلو أي مشروع سياسي من الأخطاء، لكن الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها وحدة البلاد، تعتبر كالأساس في البناء وتظل رمزية لكل بلد، كثابت لا يتغير ولا يجوز المساس به".

وقال ثالث "ورغم ما تمر به بلادنا اليوم من ظروف صعبة، وانقسامات وصراعات مفتعلة، بفعل النزعات الانفصالية والانقلاب الحوثي منذ العام 2014م، تبقى الوحدة اليمنية حقيقة راسخة، لا يمكن إنكارها أو القفز عليها، فهي ليست مجرد إطار قانوني أو دولي، بل حقيقة تاريخية، ووجدان شعبي متجذر في أعماق اليمنيين.

إن الشعب اليمني بطبيعته شعب وحدوي، وما نمر به اليوم ليس إلا أزمة عابرة، أو “وعكة صحية” – كما يصفها البعض – لن تلبث أن تزول أمام صمود هذا الشعب وتحديه لكل محاولات التمزق والتفتيت" .

ونشر كثيرون مقالات ومنشورات تحت عناوين وإفيشات جذابة ومبهرة مثل "الوحدة اليمنية… ضرورة جيوسياسية وقدرٌ مشترك"، أو "يمن موحد ضد الحوثي" أو "الوحدة اليمنية هوية وطن وثمرة نضال" أو " الوحدة اليمنية دروس التاريخ في وجه التحديات" وغيرها وغيرها من العناوين البطاقة التي لا تقول شيئا ذا قيمة لمعالجة اوجاع البلاد لا في الشمال ولا في الجنوب.

ومن الملاحظ أن كل منشورات وكتابات وتغريدات الإخوة الشماليين التي تتحث عن ذكرى 22 مايو يجمع بينها عدد من المشتركات التي تبين أن أصحابها لا يدرون عماذا يتحدثون ويمكن تلخيص تلك المشتركات في ما يلي:

1. إنهم يتحدثون عن كائن سحري جميل وأخاذ ملهم للمشاعر ومسيطر على الوجدان وله من الجاذبية ما ليس لأي كائن أو كيان آخر، لكنهم لا يقولون أن هذا الكائن لم يعد له وجود ، وأنه تبخر قبل أو يولد وأنه تحول من حلم جميل لدى غالبية الشماليين والجنوبيين إلى كابوس مؤرق ومثير للذعر والهلع لدى الغالبية العظمى من الجنوبيين بسبب وقوعه في أيدي لا تمتلك الأهلية لا الوطنية ولا الأخلاقية لتحويله إلى مشروع نهوض مستقبلي لكل الناس.

2. إنهم يتحدثون عن إنجازٍ كان قائماً ذات يوم، لكنهم لم يقولوا من هم صانعو هذا الإنجاز وبوضوحٍ أكثر إنهم يتحدثون عن وحدة يمنية لكنهم لم يقولوا وحدة بين من ومن، بل يصورون "الوحدة (الموؤودة)" وكأنها كائن خرافي نزل من السماء بالصدفة ، وطبعا لم يتحدثوا عن مآلات هذا الكائن الخرافي ولماذا تبخَّر واضمحل واختفى من الوجود بين عشية وضحاها.

3. وحتى حينما يتحدثون عن "الأخطاء والسلبيات"، بهذا التخفيف والتسطيح فإنهم يتناولونها وكأنها حوادث عرضية فيقلون " لا يخلو أي مشروع سياسي من الأخطاء" وكأن الغزو مرتين لدولة شريكة في ما سمي "الوحدة اليمنية" وهدم تكويناتها وتدمير بنيانها وسحق شعبها والقضاء على جيشها وتشريد أهلها وشطب تاريخها ومسخ هويتها والعبث بثرواتها ، كأنَّ كل هذا حادث مروري جرى بالخطأ ارتكبه سائق مركبة طائش لا يمتلك رخصة قيادة.

4. وأخيرا يقولون أن لا جمهورية بدون اليمن الكبير، واليمن الكبير في نظرهم هو "يمن ما بعد 22 مايو" لكنهم لا يقولون لنا ما هو مضمون هذا الكبير، ولما صغر وتضاءل وتقزم وتحول إلى مجموعة من الـ"يَمِنِات" الصغيرة التي يموت ابناؤها عطشا وجوعانه أو هربا على حدود الدول التي ترفض قبولهم لأنهم يمنيون، ويرفض كل الأشقا الكُتَّاب الشماليين تحديد المتهم بما جرى من ابتلاع لمشروعٍ كان ذات يوم كبيراً فعلاً لكن هؤلاء المتهمون أرادوه هكذا ليراكموا منهوباتهم ويكدسوا أرصدتهم البنكية وممتلكاتهم العقارية وأسهمهم المتضخمة في الشركات والكارتيلات العالمية في بنوك أوروبا وأسيا حيثما أسواق غسيل الأموال وتجارة الممنوعات.

لقد كانت الجمهورية العربية اليمنية قائمة، قبل 1990م فما الذي منع استمرارها، ولماذا تخليتم عنها وسلمتم أصولها وجيشها ومعسكراتها وأسلحتها ووزاراتها وبنكها وقصر رئاستها لعدوها ثم انبريتم للنواح عليها وتعتقدون أنكم لن تستعيدوها إلا بإعادة الجنوب وأهله إلى بيت الطاعة واستعادة تركيع أهله والعبث بتاريخه وثرواته وشطب تضحيات أبنائه على مدى ثلاثة عقود في سبيل استعادة دولته وسيادته وكرامته وحريته.

إنكم تفعلون ما تفعله الأم الثكلى التي فقدت ابنها في مهده ثم تتغنى بجماله وبعيد ميلاده بعد أن وارته الثرى.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: هجوم عنيف على سفينة تجارية قرب ميناء الحديدة "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 728 قراءة 

رجل الكهف يغادر عزلته ويصل إلى العاصمة وسط استقبال شعبي ورسمي لافت

نافذة اليمن | 523 قراءة 

القوات الحكومية بمأرب توجه ضربة مباغتة وموجعة للحوثيين ومصادر تكشف التفاصيل

بوابتي | 425 قراءة 

عاجل : أمن صنعاء يتحرك لإزالة هذه الصور من الشوارع

جهينة يمن | 399 قراءة 

مسؤول سياسي يزف أخبارًا واعدة.. انفراجة مرتقبة في المشهد اليمني

نيوز لاين | 374 قراءة 

حين يصبح نائب الشعب ضد الشعب.. تهافت دفاع شوقي القاضي عن علي عبدالله صالح

بيس هورايزونس | 341 قراءة 

تعطل سيارة لمواطن شمالي بعدن وهذا ما قام به جنود الحزام الأمني !

جهينة يمن | 329 قراءة 

عاجل: توجيهات جديدة للقيادات الحوثية العليا

جهينة يمن | 323 قراءة 

مسؤول سياسي يزف أخبارًا واعدة.. انفراجة مرتقبة في المشهد اليمني

المرصد برس | 290 قراءة 

عدّ تنازلي لانهيار اقتصادي شامل في صنعاء.. والحوثي يرسل موظفين سريين لعدن لتفادي انفجار الشعب

نافذة اليمن | 269 قراءة