في ذكرى الوحدة اليمنية: بين الحلم والتحديات

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 124 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في ذكرى الوحدة اليمنية: بين الحلم والتحديات

كتاب الرأي

كتب إبراهيم الإبراهيم

في كل عام، وتحديدًا في الثاني والعشرين من مايو، يستذكر اليمنيون حدثًا غيّر مجرى تاريخهم الحديث: إعلان الوحدة اليمنية عام 1990، حين توحد شطرا اليمن –الشمالي والجنوبي– في لحظة بدت كأنها تجسيد لحلم الأجيال ومشروع أمةٍ تعبت من الانقسام والشتات. كان ذلك اليوم تتويجًا لعقودٍ من النضال، تخللتها الحروب والصراعات، لكن الأمل حينها بدا أقوى من الخلافات.

غير أن الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة هذا العام تحلّ في ظروفٍ غاية في التعقيد والحساسية، حيث تقف البلاد على حافة انقساماتٍ جديدة، ويتصاعد الحديث عن مشاريع انفصال، ومطالب جنوبية بالاستقلال، وسط نزيف مستمر أنهك الوطن أرضًا وإنسانًا.

فاليمن، منذ اندلاع الحرب في 2015، أصبح ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية. تدخلت دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بهدف استعادة الشرعية، لكن ما لبثت أن تباينت أجنداتهما. دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات يطالب صراحة بالانفصال، وسيطر على أجزاء واسعة من الجنوب، بينما بقيت السعودية متمسكة بوحدة اليمن كإطارٍ جامعٍ لحلّ الأزمة.

هذا الواقع أفرز خارطة سياسية ممزقة: سلطات في الشمال تحت سيطرة الحوثيين، وحكومة شرعية تعاني من الضعف والتشتت، وكيانات جنوبية ترى أن الوحدة لم تحقق طموحاتها، بل عمّقت التهميش والإقصاء. ومع ذلك، فإن الوحدة في وجدان اليمنيين لم تكن يومًا مجرد توقيع على ورق، بل فكرة وطنية عميقة ترتبط بالهوية والمصير المشترك.

إنه لمن المؤلم أن تأتي ذكرى الوحدة في ظل انقسامٍ سياسي وجغرافي وإعلامي، يهدد بفقدان ما تبقى من الرابط الوطني الجامع. لكن الذكرى –ورغم ألم الواقع– تبقى فرصة للتأمل، وربما لإعادة التفكير في شكل جديد من الوحدة: وحدة قائمة على العدالة والتوازن والشراكة، لا على الإقصاء والغلبة.

الوحدة الحقيقية اليوم لا يمكن أن تُفرض بالقوة، ولا أن تُصان بالشعارات. إنما تحتاج إلى حوار وطني شامل، يعترف بالمظالم ويعالج الجراح، ويمنح كل طرف حقه في تقرير مصيره ضمن دولة عادلة، ديمقراطية، متعددة، تصون كرامة الجميع، وتحفظ دماء اليمنيين.

في هذه الذكرى، يحق لكل يمني أن يسأل: ماذا تبقى من الحلم؟ لكن الإجابة لا ينبغي أن تكون يأسًا، بل دعوة صادقة لمراجعة المسار، وتصحيح الأخطاء، وإعادة بناء الوطن على أسس جديدة، تحفظ جوهر الوحدة وتمنع العودة إلى مربعات الصراع والانقسام.

فالوحدة ليست نهاية الطريق، بل بدايته، إذا ما أردنا لوطننا مستقبلًا يليق بتضحيات أبنائه.

إبراهيم الابراهيم


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مليشيا الحوثي تصعّد استجواباتها ومداهماتها في صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية

حشد نت | 812 قراءة 

تحركات أمريكية إماراتية لإعادة تشكيل القوات الموالية في اليمن

موقع الجنوب اليمني | 476 قراءة 

أول محافظة تصرف راتب المعلمين والتربويين من إيراداتها

موقع الأول | 458 قراءة 

الحوثي ينشر سلاح ثقيل بصنعاء ويستهدف مسؤولين برئاسة الوزراء.. عميل الضربات

نافذة اليمن | 434 قراءة 

مصدر رئاسي: تحالف دولي يستعد قريبا لمعركة صنعاء بالطيران والتقدم الميداني وهذا سبب التأخير

نيوز لاين | 415 قراءة 

شاهد الموقف السيئ الذي ظهر به مدرب المنتخب العماني وإفتعاله للشجار مع الحُكام عقب هزيمة منتخب بلاده أمام اليمن

الحدث اليوم | 401 قراءة 

اختطاف هذه الشخصية بصنعاء من داخل منزله وامام اطفاله

كريتر سكاي | 277 قراءة 

موعد مباراة المنتخب اليمني ضد السعودي في نهائي كأس الخليج العربي للشباب تحت 20 عامًا

تهامة برس | 276 قراءة 

تطورات سريعة ومفاجئة!.. ترامب يطرح صفقة شاملة لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تقبلها وحماس ترد

موقع الأول | 254 قراءة 

المؤتمر الشعبي يدق ناقوس الخطر: حضرموت على حافة صراع دموي

نيوز لاين | 241 قراءة