السياسة والتمثيل… حين تُشترى الكرامة بثمن الشهرة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 80 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
السياسة والتمثيل… حين تُشترى الكرامة بثمن الشهرة

في الأزمنة التي تُمجّد فيها الأضواء على المبادئ، لم تعد السياسة بعيدة عن التمثيل، ولم يعد المخرج يختلف كثيرًا عن الزعيم. كلاهما يملك القرار، ويوزّع الأدوار، ويُحدد من يكون في الواجهة، ومن يُطرد إلى الظل.

في الوسط الفني، يُقال إنك إن أردت أن تصبح “نجمًا”، فعليك أن تذوب في شخصية يختارها لك المخرج، لا تلك التي تحلم بها أنت. فإن طلب مشهدًا جريئًا، أو دورًا يمس كرامتك كرجل أو كإنسان، فعليك أن تقبل إن أردت البقاء. وإن رفضت، أصبحت فجأة غير مؤهل، متردد، ثقيل الظل، رغم أنك تحمل كل أدوات النجاح من موهبة وكاريزما.

والحال لا يختلف كثيرًا في السياسة. فمن أراد أن يُصنّف ضمن “النخب” أو “القيادات الصاعدة”، عليه أن يتقن فن الطاعة. أن يُجيد التماهي مع المخرج السياسي، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة أو المصلحة العامة. لا يهم كم أنت صادق، كم أنت نزيه، كم تحمل من رؤى ناضجة. كل ذلك يضمحل إذا لم تُجِد فن الانحناء.

وفي السياسة أيضًا، من أراد أن يكون ديمقراطيًا، سياسيًا يتطلع إلى حقوق الشعب، فلا بد له أولًا أن يخضع للزعيم. فإن فعل، أصبح فورًا السياسي المحنّك، المنفتح، المناهض للعنصرية، والملتزم بالمساواة بين الجميع. وإن رفض الانصياع، رُفعت في وجهه التهم الجاهزة: إرهابي، داعم للجماعات المسلحة، خطر على السلام، بلاده تملك أسلحة دمار شامل، ويجب على العالم معاقبته، مقاطعته، وتجويع شعبه حتى ينقلب عليه ويكرهه.

هكذا، تصبح الطاعة هي الشرط الوحيد للقبول، ولو كنت بالأمس تُصنّف إرهابيًا، واليوم تبيع الوطن وموارده، تصبح فجأة إنسانًا محترمًا، رئيسًا ديمقراطيًا، تتمتع بكل مزايا الحرية والعدالة، لا لأنك تغيرت، بل لأنك أطعت.

في الحالتين، المعيار ليس القيم، بل مقدار التنازل. لا يُكافَأ من يصمد، بل من يساير. من يقول “نعم” ولو على حساب ضميره. من يُجيد التمثيل داخل التمثيل، والسياسة داخل السياسة.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل أصبح النجاح مشروطًا ببيع الكرامة؟ وهل يمكن لمن يحافظ على استقامته أن ينجو من سكين التهميش؟ أم أن اللعبة أكبر من أن تُكسر بقلبٍ نقي وموقفٍ صلب؟

ربما هناك نماذج قليلة نجحت دون أن تفرّط. لكنها الاستثناء النادر في واقع يُكافئ الانبطاح ويقصي الوقوف.

في زمن كهذا، يصبح الإيمان بالقيم مقاومة، والتمسك بالمبادئ بطولة. ولكنها بطولة تُدفع أثمانها غاليًا، من فرصة العمل إلى الظهور، ومن الدعم إلى التقدير.

ورغم ذلك، تبقى الكرامة أغلى من كل مشهد، والموقف أنبل من أي منصب.

ولطالما عرفنا “المخرج”، فلا داعي للاستعجال في “الإخراج”

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ميكرفون بران | معاناة جرحى الجيش اليمني وتجاهل الحكومة لمطالبهم.. رسائل لاذعة للحكومة ومجلس القيادة الرئاسي (فيديو)

بران برس | 1646 قراءة 

تصاعد التوتر في حضرموت بعد اشتباكات مسلحة بين “الدعم الأمني” والقبائل المحلية

موقع الجنوب اليمني | 1268 قراءة 

إحياء ذكرى رحيل خالد كلشات في المهرة بحضور قيادات الانتقالي

المشهد العربي | 618 قراءة 

الكشف عن موعد صرف المرتبات

كريتر سكاي | 379 قراءة 

قرار تعيين جديد يدخل حيّز التنفيذ

نيوز لاين | 378 قراءة 

انفراج أزمة الرواتب… بشرى سارة للموظفين

نيوز لاين | 362 قراءة 

إنجاز طبي غير مسبوق في المخا.. المستشفى السعودي ينجح في استئصال ورم نادر لطفل

حشد نت | 352 قراءة 

”إطلاق نار سبق الحريق ” .. شركة صقر الحجاز تكشف عن أدلة صادمة و تطعن في نتائج تحقيق الحكومة

المشهد اليمني | 350 قراءة 

عاجل:تدشين صرف المرتبات(اسماء)

كريتر سكاي | 314 قراءة 

مؤشرات على تجدد المعـ.ـارك .. مليشـ.ـيا الحـ.ـوثي تدفع بتعـ.ـزيزات كبيرة وغير مسبوقة باتجاه هذه المحافظة!

صوت العاصمة | 280 قراءة