يمن إيكو|ترجمة:
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد العملية البرية في غزة، يشكل مخاطرة باحتمال انهيار الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على المطارات والموانئ الرئيسية رداً على ذلك التصعيد.
ونشرت المجلة، الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “استهداف مطار بن غوريون الدولي كان تصعيداً خطيراً من جانب الحوثيين، وحتى لو كانت ضربة صاروخية أولى مجرد تحذير للقدس، ففي نهاية المطاف يعتمد اقتصاد إسرائيل بشكل كبير على السياحة، نظراً لخلفيتها كـ(أرض مقدسة)”.
وأضاف التقرير، الذي كتبه محلل الأمن القومي في المجلة، براندون ويشيرت، أن “استمرار هجمات الحوثيين على المطار سيجعله في نهاية المطاف محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للطائرات التجارية التي لن تخاطر طواعيةً بالتعرض للأضرار أو التدمير بصواريخ الحوثيين، ومع مرور الوقت، قد تَشلّ حملة الحوثيين على مطار بن غوريون الاقتصاد الإسرائيلي”.
وتساءل: “لماذا ذلك؟ وماذا كان الحوثيون يطالبون إسرائيل؟ هل بالاستسلام والقبول بهجمات أخرى على غرار 7 أكتوبر؟” مجيباً على تساؤلاته بالقول: “كلا.. لقد كان تحذير الحوثيين هو أنه إذا نفذ نتنياهو تهديداته بغزو غزة وإعادة احتلالها، فسيبدأون حصاراً جوياً على إسرائيل، وكان هذا تهديداً يهدف في جوهره للردع، فإذا أوقفت إسرائيل عملياتها في غزة، فسيتركها الحوثيون وشأنها”.
ووفقاً لذلك، أوضح التقرير أنه “بعد أن بدأ نتنياهو الذي يحرص دائماً على صورته العالمية بالغزو، بادر الحوثيون كما هو متوقع بتنفيذ تهديدهم بالحصار، والآن يهددون بإطلاق ترسانتهم الصاروخية بعيدة المدى على ميناء حيفا الرئيسي في إسرائيل”.
وذكّر التقرير بأن “الحوثيين فرضوا العام الماضي حصاراً مماثلاً على ميناء إيلات، الواقع على الطرف الجنوبي لإسرائيل المطل على خليج العقبة، واضطر ميناء إيلات إلى إعلان إفلاسه العام الماضي بعد أشهر من التوقف بسبب تهديد الحوثيين الصاروخي، ويُعتبر ميناء إيلات أصغر بكثير من ميناء حيفا، حيث لا يمثل سوى حوالي 5% من إجمالي حجم التجارة في إسرائيل”.
ولكن ميناء حيفا، وفقاً للتقرير “أكثر أهمية للاقتصاد الإسرائيلي، ومن المرجح أن يواصل الحوثيون تكتيكاتهم الناجحة في إيلات ضد حيفا ومطار بن غوريون أيضاً”.
وأوضح التقرير أن “هذا الوضع سيفاقم الخطورة على إسرائيل، فميناء حيفا وحده يُعالج حوالي 36.4% من إجمالي حركة البضائع في إسرائيل، وعلاوةً على ذلك، يأتي 92 مليار دولار من الاقتصاد الإسرائيلي من قطاع التصدير القوي. لذا، فإن الحصار الذي يتحدث عنه الحوثيون سيُلحق ضرراً بالغاً بإسرائيل”.
وأضاف: “يُدرك أعداء إسرائيل أهمية إغلاق ميناء حيفا، وإذا ما أُضيف إلى ذلك مطار إسرائيل الرئيسي وميناء إيلات، فقد يُؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلي على يد الحوثيين، وستُضطر البلاد إلى الاعتماد على ميناء أشدود قرب تل أبيب، والذي من المُرجّح ألا يكفي لتلبية احتياجات إسرائيل التجارية. ومن المُرجّح أن يستهدف الحوثيون ذلك الميناء أيضاً”.
وتابع التقرير: “الاستراتيجية تتعلق بالتوقيت، فأن تكون استراتيجياً بارعاً يعني أن عليك التمييز بين الفرص الاستراتيجية الحقيقية التي يمكن استغلالها والفرص الزائفة- وهي المعادل الجيوسياسي للسراب- وفي هذه المرحلة، لا يبدو قرار نتنياهو بغزو غزة وإعادة احتلالها منطقياً، بل حتى لو اعتقد نتنياهو أن قواته قادرة في نهاية المطاف على هزيمة حماس في غزة، فإن التهديدات الصادرة عن الحوثيين كان ينبغي أن تجعل الحكومة الإسرائيلية تُعيد النظر في قرارها”.
واعتبر التقرير أن “الأمر لا يتعلق بمظهر الرضوخ لمنظمة إرهابية، وهو ما سيُروَّج في العالم الإسلامي، فما هو على المحك حقاً هو بقاء إسرائيل، إذ ليس على الحوثيين تفجير قنابل محرمة في قلب إسرائيل، فكل ما يحتاجون إليه هو خلق حالة من عدم اليقين في قطاعات الشحن والتجارة والسياحة بتهديداتهم الصاروخية ووابلهم الناري، مما يُعيق اقتصاد إسرائيل ويُشلّها. ومن ثم، ومع مرور الوقت، ستنهار قدرة إسرائيل على شنّ عمليات عسكرية طويلة الأمد مع انهيار اقتصادها”.
وأضاف: “باختصار، ستجعل عملية غزة إسرائيل أقل أمناً، لا أكثر”.
وأشار التقرير إلى أن “الرئيس ترامب أثر ضمنياً بأنه بعد 30 يوماً، لن تتمكن البحرية الأمريكية الجبارة من هزيمة الحوثيين”، وأن “الحوثيين أوضحوا أنه ما دامت إسرائيل لم تتوغل في غزة، فلن يشكلوا تهديداً لها، لكن يبدو أن نتنياهو لا يستطيع ضبط نفسه”.
واعتبر التقرير أن “إسرائيل على حافة الهاوية، وأي زعيم إسرائيلي آخر سيدرك أن الوقت قد حان للتوقف وانتظار نتائج دبلوماسية ترامب الجريئة، لكن نتنياهو يواصل تعريض بلاده للخطر بأعمال عدوانية عبثية ضد غزة، التي تتجذر فيها شبكة حماس”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news