العربي نيوز:
ورد للتو، اتفاق المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية، رسميا، في موقف موحد ضد "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات، والغائه الاحتفال بالعيد الوطني لإعادة توحيد اليمن وقيام الجمهورية اليمنية، ومساعيه الحثيثة بدعم اماراتي مباشر، لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة مكرسة لخدمة اجندة اطماع ابوظبي.
جاء هذا في برقية بعثها عاهل المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الخميس (22 مايو) إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الرئيس رشاد محمد العليمي، تضمنت تهنئته بمناسبة ذكرى يوم الوحدة لبلاده. وأعرب فيها عن "أصدق التهاني وأطيب التمنيات له ولحكومة وشعب الجمهورية اليمنية الشقيق الأمن والاستقرار".
شاهد .. الملك سلمان يهنئ بعيد وحدة اليمن
ومن جانبه، بعث ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء في السعودية، الامير محمد بن سلمان، برقية تهنئة مماثلة، إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الرئيس رشاد العليمي "بمناسبة ذكرى يوم الوحدة لبلاده. وعبر عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات له ولحكومة وشعب الجمهورية اليمنية الشقيق الأمن والاستقرار". حسب وكالة الانباء السعودية.
شاهد .. ولي العهد السعودي يهني بعيد الوحدة
بالتوازي، أصدر وزير الخارجية الامريكي، ماركو روبيو، مساء الخميس (22 مايو) بيانا خاصا بمناسبة الذكرى 35 لعيد الوحدة اليمنية. قال فيه: "نيابة عن الولايات المتحدة الامريكية، اتقدم بالتهنئة إلى الحكومة اليمنية والشعب اليمني بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لعيد الوحدة اليمنية". وأردف: "لكم مني اطيب تمنياتي بهذه المناسبة".
شاهد .. بيان للخارجية الامريكية بشأن الوحدة
وقال السفير الامريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، في بيان نشرته السفارة الامريكية على حسابها بمنصة إكس: "نيابة عن حكومة الولايات المتحدة الامريكية، اتقدم بأخر التهاني للشعب اليمني بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لعيد الوحدة اليمنية". مضيفا: "اننا نتطلع إلى مواصلة التعاون بين بلدينا، دفعا لعجلة الاصلاحات، وتعزيز الاستقرار الاقليمي".
وتابع قائلا: "يخلد هذا اليوم روح الوحدة والصمود الراسخة التي يتسم بها الشعب اليمني، وفيما تحتفلون بهذه المناسبة الهامة، اعلموا أن الولايات المتحدة تقف الى جانبكم، اليوم وفي المستقبل. نتمنى لكم عيد وحدة وطني سعيد". وأردف: ""تؤكد الولايات المتحدة مجددا التزامها بدعم الشعب اليمني في مساعيه لتحقيق السلام والازدهار في وطنه".
شاهد .. بيان للسفير الامريكي عن وحدة اليمن
يترافق هذا مع كسر وزير الداخلية، اللواء الركن ابراهيم حيدان، حظر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ومليشياته، مظاهر الاحتفاء او الاحتفال بالعيد الوطني الخامس والثلاثين لاعادة توحيد شطري اليمن وقيام الجمهورية اليمنية (22 مايو)، بإطلاق اعلان وحدوي من داخل عدن، وصف بـ "الجريء والشجاع" .
تفاصيل:
وزير يكسر حظر الاحتفاء بوحدة اليمن
وباشر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، ومليشياته المسلحة، تنفيذ اجراءات انفصال جنوب اليمن، بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة والثلاثين لاعادة توحيد شطري اليمن وقيام الجمهورية اليمنية (22 مايو)، وأصدر قرارا يسري اعتبارا من اليوم الخميس بالغاء الاجازة الرسمية للعيد الوطني للجمهورية اليمنية واحتفالاته.
تفاصيل:
"الانتقالي" يباشر الانفصال بقرار يسري اليوم!
تزامن هذا مع مفاجأة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، اليمنيين، بحديثه عن "خيارات مفتوحة" لدولة الوحدة اليمنية، واعلانه منح الجنوب حق تقرير المصير، السياسي والاقتصادي والثقافي، وتبرئته "الانتقالي الجنوبي" من النزعة الانفصالية وممارساته القمعية، في مقابل اتهامه جماعة الحوثي بـ "فرض واقع الانفصال".
تفاصيل:
العليمي يمنح الجنوب حق تقرير المصير!
سبق هذا الاعلان من العليمي، اعلان مكتب طارق عفاش و"الانتقالي الجنوبي"، الاثنين (19 مايو) اتفاقهما على فك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه، وإعادة شطري اليمن، والاعتراف المتبادل بتقاسم حكم اليمن، بعد التزام طارق عفاش بدعم قيام دولة بجنوب اليمن يقودها شريكه في الولاء للامارات "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل:
طارق عفاش يطعن وحدة اليمن رسميا !
ونشر المكتب السياسي لقوات طارق عفاش و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، نص اتفاقهماعلى فك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه، واعادة شطري اليمن، والاعتراف المتبادل بتقاسم حكم اليمن، شمالا وجنوبا، و"احترام خصوصيات الجانبين" و"الثوابت الوطنية لكل منهما" بدعم مباشر من التحالف بقيادة السعودية والامارات.
تفاصيل:
نص اتفاق انفصال شمال اليمن وجنوبه!
يشترك جناح الرئيس الأسبق علي عفاش وقواته التابعة لطارق عفاش و"المجلس الانتقالي الجنوبي" وتشكيلاته العسكرية، رغم العداوات بينهما؛ في الولاء للامارات. وظل القاسم المشترك بينهما، العداء للشرعية والجيش الوطني، والسعي لإسقاطهما في شمال وجنوب البلاد، بدعم من التحالف مقابل تمكينهما من تقاسم حكم اليمن شمالا وجنوبا.
تفاصيل:
جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
تتابع هذه التطورات، في ظل استمرار "الانتقالي الجنوبي" في حظر اي مظاهر احتفاء او احتفال بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، أو رفع علم اليمن، في مقابل اصراره على رفع علم التشطير الانفصالي لما كان يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية"، وتفتيت النسيج اليمني بممارسات عنصرية ومناطقية ضد محافظات جنوبية وشمال اليمن.
ويواصل "الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، سعيه للسيطرة على كامل جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ وانتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
تتبنى الامارات فصل جنوب اليمن، منذ بدأت جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة"، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي وقصفه قوات الجيش الوطني؛ تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها جنوبي اليمن، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن وانهيار العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، الخاضعة لسيطرة مليشيات "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية"، انفلاتا امنيا واسعا، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات والاعتقالات من دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" ونفوذها على سلطات الامن والقضاء.
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها جرائم "العيب الاسود" قبليا، شملت مداهمة واقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
كما أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي مباشر، نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق"، وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالاتهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي السابق في "القاعدة" عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news