رأى خبراء ومحللون أن توسيع الحوثيين صراعهم البحري مع إسرائيل، عبر الحظر البحري على ميناء حيفا، محاولة جديدة للميليشيا اليمنية لفرض "معادلة ردع جديدة في المنطقة".
وأعلنت ميليشيا الحوثي، مساء الاثنين الماضي، بدء حظر بحري على ميناء حيفا، يشمل جميع السفن الموجودة فيه أو المتجهة إليه، ردا على "استمرار الحصار والتجويع الإسرائيلي على غزة ورفض وقف عدوانه على القطاع".
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن هذا القرار يأتي بعد نجاحهم في "فرض الحصار على ميناء أم الرشراش، أدى إلى توقفه عن العمل".
"طابع دعائي"
يقول محلل الشؤون الأمنية عاصم المجاهد إن "حظر الملاحة البحرية على ميناء حيفا لا يمكن فصله عن المشهد الأوسع للصراع بين تل أبيب وطهران، وهو يعكس رغبة الحوثيين في ترسيخ حضورهم ضمن معادلة الردع الإقليمية، حتى وإن كانت قدراتهم العملانية محدودة".
وأشار المجاهد لـ"إرم نيوز"، إلى أن "ميناء حيفا المنفذ البحري الأهم لإسرائيل على البحر المتوسط، كما يستقبل نسبة كبيرة من الشحن البحري التجاري والعسكري، خاصة من أوروبا والولايات المتحدة، ويضم منشآت صناعية وعسكرية، ما يجعله هدفا عالي القيمة في الحسابات الاستراتيجية".
وذكر أن "تهديد الحوثيين، وإن كان رمزيا، يحمل طابعا دعائيا قويا، يمنحهم فرصة للظهور كطرف يملك زمام المبادرة، وينقل المعركة إلى عمق إسرائيل ولو إعلاميا".
وبيّن المجاهد أن التصعيد الجديد "يكشف كذلك عن محاولة حوثية لتوسيع نطاق الصراع البحري، وفرض معادلة ردع جديدة تتجاوز باب المندب والبحر الأحمر، على نحو يفرض تحديات أمنية متزايدة على إسرائيل".
وقال إن الحوثيين يرون في هذا التهديد "فرصة للتأكيد على أنهم لم يعودوا فاعلا محليا فقط، بل جزءا من معادلات الردع الإقليمي وهو ما يمنحهم مكاسب سياسية وإعلامية، ويعزز موقفهم التفاوضي في أي ترتيبات إقليمية مقبلة".
وأكد أن "التهديد يأتي في لحظة حرجة تمر بها إسرائيل، في ظل اشتداد المعارك في غزة وارتفاع الضغوط العسكرية والسياسية عليها".
وبحسب المجاهد، فإن "الحوثيين يستثمرون ما يرونه ضعفا نسبيا لدى إسرائيل في توسيع نطاق التهديدات وتشتيت الخصم واستنزاف قدراته الدفاعية، فضلا عن توجيه رسائل ضغط غير مباشرة إلى حلفاء تل أبيب في الغرب".
أولويات واشنطن
وبدوره، رأى الخبير الأمني محمد الباشا أن "المؤشرات واضحة على تدهور العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد جولة الأول في الشرق الأوسط التي استبعد خلالها زيارة تل أبيب".
وقال الباشا، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "محادثات ترامب مع إيران والحوثيين وحماس، من دون التنسيق مع إسرائيل، وفتح قنوات دبلوماسية مع النظام السوري الجديد، أظهرت ابتعاداً ملحوظاً عن النهج الأمريكي التقليدي في التنسيق الوثيق مع تل أبيب".
وأشار إلى "ما يتعلق بملف غزة، وحجم الضغوط المتزايدة التي مارستها الإدارة الأمريكية على نتنياهو لإنهاء العمليات العسكرية والسماح بإدخال مساعدات إنسانية، إذ أدى المبعوث ستيف ويتكوف دوراً بارزاً في التفاوض على التهدئة رغم التوتر مع الحكومة الإسرائيلية".
وذكر الباشا أن "إلغاء نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس زيارته لإسرائيل وسط حربها على غزة يفسر على نطاق واسع بأنه يعكس تحفّظ واشنطن على سياسات نتنياهو".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news