الجنوب اليمني | ترجمة خاصة
في جزيرة سقطرى اليمنية، التي تشتهر بتنوعها البيولوجي الفريد، تواجه أشجار دم الأخوين، وهي نوع فريد من الأشجار لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض، تهديدًا وجوديًا بسبب تزايد حدة الأعاصير وتأثيرات تغير المناخ، بالإضافة إلى الرعي الجائر من قبل رعاة المواشي.
على هضبة تضربها الرياح، تحتضن سناء كيباني شتلة صغيرة من شجرة دم الأخوين، معربة عن قلقها العميق إزاء مستقبل هذه الأشجار التي تمثل رمزًا للجزيرة.
حيث تدير عائلة كيباني مشتلًا مخصصًا للحفاظ على هذا النوع المهدد بالانقراض.
وتتميز أشجار دم الأخوين بأغصانها التي تشبه المظلة وعصارتها الحمراء الداكنة.
وتلعب هذه الأشجار دورًا حيويًا في النظام البيئي لسقطرى، حيث تساعد أغصانها على التقاط الضباب والمطر، وتوجيه المياه إلى التربة، مما يسمح للنباتات الأخرى بالنمو في المناخ القاحل.
يقول كاي فان دام، عالم الأحياء البلجيكي الذي يعمل في مجال الحفاظ على البيئة في سقطرى منذ عام 1999: “عندما تفقد الأشجار، تفقد كل شيء – التربة والمياه والنظام البيئي بأكمله”.
ويحذر العلماء من أن هذه الأشجار قد تختفي في غضون بضعة قرون إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
تزايد حدة الأعاصير يقتلع الأشجار من جذورها
وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 في مجلة “Nature Climate Change”، زادت وتيرة الأعاصير الشديدة بشكل كبير في جميع أنحاء بحر العرب في العقود الأخيرة، مما ألحق أضرارًا بالغة بأشجار دم الأخوين في سقطرى.
في عام 2015، ضربت الجزيرة سلسلة من الأعاصير المدمرة لم يسبق لها مثيل في شدتها، مما أدى إلى اقتلاع آلاف الأشجار التي يزيد عمرها عن 500 عام. واستمر التدمير في عام 2018 مع إعصار آخر.
يحذر هيرويوكي موراكامي، عالم المناخ في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والمؤلف الرئيسي للدراسة، من أنه مع استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة، ستزداد شدة العواصف أيضًا.
الماعز الغازية تهدد الأشجار الصغيرة
بالإضافة إلى الأعاصير، تواجه أشجار دم الأخوين تهديدًا آخر يتمثل في الماعز الغازية، التي تتغذى على الشتلات الصغيرة قبل أن تتاح لها فرصة النمو.
يقول آلان فورست، عالم التنوع البيولوجي في مركز نباتات الشرق الأوسط التابع لحديقة النباتات الملكية في إدنبرة: “غالبية الغابات التي تم مسحها تظهر أنها متقدمة في العمر – لا توجد أشجار صغيرة، ولا توجد شتلات”.
تعتبر مشاتل الأشجار، مثل مشتل عائلة كيباني، ضرورية لحماية الشتلات الصغيرة من الماعز والسماح لها بالنمو دون عوائق.
الصراع يهدد جهود الحفاظ على البيئة
تتعقد جهود الحفاظ على البيئة في سقطرى بسبب الحرب الأهلية المستمرة في اليمن.
مع محدودية الدعم الوطني، تقع جهود الحفاظ على البيئة على عاتق سكان سقطرى بشكل كبير، ومع ذلك، فإن الموارد المحلية شحيحة، كما يقول سامي مبارك، وهو مرشد سياحة بيئية في الجزيرة.
يشير مبارك إلى السياج المائل لمشتل عائلة كيباني، المصنوع من أعمدة خشبية وأسلاك واهية.
يقول إن هذه الحواجز لا تصمد إلا لبضع سنوات قبل أن تتسبب الرياح والأمطار في انهيارها.
ويضيف أن توفير التمويل لمشاتل أكثر متانة ذات أسوار أسمنتية سيقطع شوطًا طويلاً.
وفي ختام حديثه، أكد مبارك على الحاجة الملحة لزيادة الاهتمام الحكومي بقضايا البيئة، قائلاً: “إن المشاريع البيئية القائمة حاليًا قليلة ومحدودة الأثر، ونحن بحاجة ماسة إلى أن تولي السلطات المحلية والحكومة اليمنية الحفاظ على البيئة الأولوية القصوى”.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news