حتى في الاحتجاج.. اختلفنا!

كتب | صدام اللحجي :

الحوطة التي أنهكتها الأزمات وتكاد فيها المطالب البسيطة تُعد ترفًا، خرجت نساء مساء أمس لا للمطالبة بالسلطة أو المناصب، بل لأبسط حقوق الحياة ماء نظيف، كهرباء مستقرة، ولقمة كريمة لكن المفارقة المؤلمة أن هذه الوقفة التي كان يفترض أن توحد القلوب، كشفت مرة أخرى عن عمق الانقسام، حتى بين من يجمعهن نفس الوجع.

ساحة واحدة، ومن قلب معاناة واحدة، انقسم الحضور بين من رفع علم الجنوب كرمزية نضال وهوية، وبين من فضّل أن تبقى المطالب بلا راية، لا تنتمي إلا للخبز والماء والكهرباء لحظة كان يفترض أن تكون توحيدية تحوّلت إلى مشهد صامت من الفرقة، وكأننا لا نعرف كيف نجتمع حتى على الألم.

كيف سنواجه من ينهب خيراتنا إن كنا لا نتفق على لافتة؟ كيف سنطالب بخدمات وصوتنا منقسم قبل أن يصل؟ كيف نريد أن يسمعنا العالم ونحن لا نسمع بعضنا؟

الوجع واحد، والخصم واحد، فلماذا نُصر على أن نكون متفرّقين؟ الجنوب لا يحتاج فقط لمن يرفع علمه، بل لمن يرفعه بروح واحدة، وصفٍّ واحد، من أجل قضية الإنسان قبل كل شيء.

اتفقوا أولًا ثم طالبوا بما تشاؤون.