بقلم: صلاح علي القادري
تأتي الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس إذاعة إب، تلك الإذاعة التي كانت يومًا منارة للوعي، ومنبرًا للرسالة الإعلامية الهادفة النبيلة. لكنها تحل اليوم وهي تحت وطأة الاحتلال الحوثي، الذي حولها من إذاعة وطنية إلى بوق لنشر الخرافة والسموم الطائفية.
لقد هيمن المشروع الكهنوتي الحوثي على هذه الإذاعة كما فعل ببقية مؤسسات اليمن، وصادر رسالتها الدينية والاجتماعية والثقافية والوطنية، ليحولها إلى وسيلة لبث برامج التمشيع الخميني، وثقافة العداء، وتفخيخ العقول، ونشر خرافات الجهل والموت، وملازم الهالك حسين الحوثي وسلالته العنصرية.
استهدف هذا المشروع عقول الشباب بشكل خاص، فحوّلهم إلى وقود لحروبه، ورصاصات قاتلة في صدور أسرهم ومجتمعاتهم، ليقتل اليمني مرتين: مرة حين يُدفع للقتال، وأخرى حين يُقتل ضحية لهذا الفكر المنحرف. وبهذا يُصادر الحوثي زهرات الطفولة، ومستقبل الشباب، وأحلام اليمنيين في غدٍ آمن ومزدهر.
إن الرسالة الإذاعية رسالة وطنية عظيمة، تُسهم في تشكيل الوعي وتعزيز الولاء والانتماء، وترسيخ قيم المحبة والسلام والتعايش. لكن حين تستحوذ عليها مليشيا سلالية عنصرية، فإنها تتحول إلى أداة تهديد للدين، والوطن، والنسيج الاجتماعي، وتصبح خطرًا يُهدد الأجيال ويقوّض مستقبل الأمة.
وهنا تبرز مسؤوليتنا الإعلامية والوطنية في مواجهة هذا المشروع الظلامي، وتعزيز وسائل الإعلام الوطنية الحرة والمناهضة لهذا الانقلاب، وتحصين المجتمع من التلوث الحوثي الإيراني الذي يستهدف عقول وأرواح اليمنيين.
في ذكرى تأسيس إذاعة إب، نُجدد العهد بأن معركتنا الإعلامية مستمرة، وأن الجبهة الوطنية المناهضة للانقلاب لن تتوقف، مهما كانت التحديات. سنواصل النضال بالكلمة، والوعي، والإيمان بوطن حر ودولة جمهورية يسودها النظام والقانون.
ختامًا، تحية حب وامتنان لكل الزملاء والزميلات الذين شاركوا في تأسيس إذاعة إب، وكانوا رسلًا للإعلام الوطني النبيل، وما زالوا أوفياء لعهد الحرية والجمهورية.
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news