في خطوة تحمل أكثر من دلالة سياسية وإنسانية، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية، اليوم الجمعة، استئناف رحلاتها الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي ابتداءً من يوم غدٍ السبت، وذلك بعد توقف قسري دام لأكثر من أسبوع جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مرافق ومدرجات المطار، وأخرجته عن الخدمة.
وأكد مدير مطار صنعاء، خالد الشايف، أن "اليمنية" ستباشر تسيير رحلتين يوميًا على خط صنعاء - عمّان، في تحدٍ واضح للواقع الأمني والسياسي المتوتر، وفي رسالة ضمنية مفادها أن الحياة لن تتوقف مهما اشتدت الضربات.
وكانت المرافق التشغيلية للمطار قد تعرضت في وقت سابق لغارات جوية إسرائيلية عنيفة، أسفرت عن أضرار جسيمة في البنية التحتية، لا سيما في المدرج الرئيسي، ما أدى إلى شلل تام في حركة الطيران، وترك آلاف المرضى والمسافرين بلا خيار.
ويحمل قرار استئناف الرحلات دلالة رمزية تتجاوز الجوانب اللوجستية، إذ يُعيد طرح أسئلة جوهرية حول الحياد الإنساني للبنية التحتية المدنية، وحق اليمنيين في التنقل والعلاج والتعليم، بعيدًا عن تعقيدات الصراع الجيوسياسي.
كما يُعد هذا التحرك تحديًا واضحًا للواقع المفروض بقوة السلاح، ورسالة صمود تتجاوز الطائرات نفسها إلى فكرة السيادة والحق في الحياة.
وتأتي هذه العودة في وقت بالغ الحساسية، إذ تتزايد وتيرة الضربات على البنية التحتية في صنعاء، وسط تنديد دولي محدود، وعجز المجتمع الدولي عن تأمين أبسط حقوق المدنيين.
وفيما تسود حالة من الترقب الشعبي، يُنتظر أن تشكل عودة "اليمنية" إلى مطار صنعاء بداية لاستعادة تدريجية لحركة الملاحة، وتمهيدًا لمسارات أوسع تتصل بجهود فك الحصار، وتعزيز خطوط الإغاثة والإنقاذ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news