يمن إيكو|ترجمة:
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن الولايات المتحدة هزمت بالفعل أمام قوات صنعاء، وأن إطلاق صواريخ من اليمن على إسرائيل، أثناء تواجد ترامب في السعودية، كان بمثابة إذلال إضافي لواشنطن، مشيرة إلى أن على إسرائيل أن توقف الحرب في غزة للخروج من مأزقها أمام قوات صنعاء، لأن الإمبراطورية الأمريكية التي تعتمد عليها صارت تتلاشى.
ونشرت المجلة، اليوم الخميس، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “الولايات المتحدة قد هزمت في الشرق الأوسط، للأسف، فبعد الاتفاق الجديد الذي أبرمه الرئيس دونالد ترامب مع جولته الشرق أوسطية، قرر الحوثيون إذلال الأمريكيين بضربة أخيرة، وبينما كان الرئيس ترامب يزور العائلة المالكة السعودية وسط احتفالات صاخبة، أطلق الحوثيون صاروخاً بعيد المدى من معقلهم الجبلي في سفوح اليمن المجاورة، وشوهد الصاروخ، الذي صوّره مشاهدون في السعودية ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحلق فوق البلاد في طريقه إلى إسرائيل البعيدة، وفي الوقت نفسه، دخلت دولة إسرائيل بأكملها في حالة تأهب، حيث كان الجميع هناك ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة إلى أين يتجه الصاروخ الحوثي”.
وأضاف التقرير، الذي أعده محلل الأمن القومي في المجلة، براندون ويشيرت، أنه “في الآونة الأخيرة، اعترفت إدارة ترامب بأن الحوثيين- المعروفين رسمياً باسم “أنصار الله”- هزموا البحرية الأمريكية بشكل فعال في صراع استمر لسنوات عديدة من أجل السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية الرئيسية في البحر الأحمر وباب المندب”.
وأوضح أنه “خلال العام الماضي، كادت حاملات الطائرات الأمريكية العاملة ضمن مدى صواريخ الحوثيين تتعرض لأضرار بالغة، وفي مرحلة ما، كاد الحوثيون أن يصيبوا حاملة طائرات أمريكية”.
وأضاف: “في الشهر الماضي وحده، كادت حاملة الطائرات الأمريكية (هاري إس ترومان) أن تُصاب مرتين، مما أجبرها على المناورة بشكل جذري بعيداً عن مسار صواريخ الحوثيين القادمة، وتسبب ذلك في فقدان طائرتين من طراز (إف-18)، ثم تواترت أنباء عن اضطرار طائرة (إف-35 لايتنينج 2) المتطورة إلى الإفلات بسرعة من صواريخ الحوثيين القادمة في الوقت نفسه تقريباً، لتنجو بأعجوبة من أن تُصبح أول طائرة (إف-35) يتم إسقاطها على الإطلاق”.
ووفقاً للتقرير فقد “ضحت إدارة ترامب بكل ما لديها في وجه الحوثيين، ونجا الحوثيون، وقد أدرك ترامب أن لديه شؤوناً أهم، وأنه لا جدوى من أن تُرى الولايات المتحدة وكأنها خاضت حرباً مع الحوثيين ثم خسرتها، فسلم بالأمر، وبالطبع، يحتفل الحوثيون بوقف إطلاق النار كنوع من الانتصار، وتباهوا في وجه الأمريكيين بإطلاق صاروخ فوق رأس الرئيس أثناء زيارته للسعودية”.
وأشار التقرير إلى أن “قرار ترامب وضع الإسرائيليين في موقف حرج، فمن الواضح أن واشنطن تسعى إلى إعادة تقييم قربها من إسرائيل خلال هذه الفترة الانتقالية بعيداً عن الشرق الأوسط الكبير، ومع ذلك، لم تُدرك الحكومة الإسرائيلية الحالية أن الوضع الذي تواجهه قد تغير جذرياً، إذ لم يعد بإمكانها الاعتماد على درع عسكري قاطع توفره الولايات المتحدة. ولسببٍ ما، لا تزال الحكومة الإسرائيلية الحالية تتصرف وكأن شيئاً لم يتغير”.
ولفت التقرير إلى أن بوسع إسرائيل تجنب المأزق الذي تواجهه، مذكّراً بأن “الحوثيين أعلنوا أنهم سيوقفون قصفهم الصاروخي على إسرائيل إذا تخلّت حكومة نتنياهو عن خططها لغزو قطاع غزة واحتلاله”.
وأضاف: “إنّ صورة الرضوخ لمطالب جماعةٍ إرهابيةٍ مروّعةٌ بالطبع، لكن إسرائيل ليس لديها خيارٌ آخر، عليها أن تتخلى عن هذه الخطط العدوانية ضد غزة، وأن تُخفّض من تواجدها، وأن تُعيد بناء دفاعاتها ومجتمعها قبل فوات الأوان”.
وتابع: “ذلك لأنه، على الرغم من جولة صفقات الأسلحة والتجارة التي أبرمتها إدارة ترامب في الرياض، فإنّ المكانة العسكرية الأمريكية في المنطقة تتلاشى بسرعة، ويولد نموذج جديد. وشعور الحوثيين بإمكانية إطلاق صواريخ فوق رؤوس الأمريكيين في السعودية، كجزء من هجوم أوسع ضد إسرائيل، دليل آخر على مدى انحطاط الأمريكيين”.
واختتم بالقول إن “ما نراه في الشرق الأوسط اليوم هو آخر بقايا الإمبراطورية الأمريكية التي تتلاشى، ليحل محلها نظام أكثر محلية، وعلى إسرائيل أن تُغير مسارها وتبدأ بالتصرف بناءً على ذلك”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news