عام 2022، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جدة، فاستُقبل بأدب المراسم والالتزام بالبروتوكول الدبلوماسي السعودي الذي ينص على استقبال أمراء المناطق لقادة الدول الزائرين، حيث استقبله وودعه في المطار أمير مكة المكرمة خالد الفيصل، في رسالة سعودية واضحة: “أهلاً وسهلاً، لكننا نعرف حجمك وحدودك”.
أما اليوم، فالعابث الأكبر دونالد ترامب الذي داس على البروتوكولات، وشتم الحلفاء، وابتزّ الجميع، وأدار العالم كما تدار برامج تلفزيون الواقع، يصل إلى هناك، فيستقبله شخصياً ولي العهد محمد بن سلمان، ليس لأنه رئيس دولة، بل لأنه زعيم المهرّجين، وليس لأنه يستحق، بل لأن الجميع يرتعد من غضبه وتقلباته..!!
الحقيقة اننا أمام مهزلة وقحة، في عالمٍ يحكمه التهريج الديماغوجي، حيث لم يعد للسيادة وزن، ولا للبروتوكول معنى، الحكام العرب لايحترمون الزائر كما تقول تقاليدهم العربية الأصيلة، بل يخافون منه، وإذا كانت أمريكا تُبتلى بالترامبية العبثية، فنحن نسجد لها طواعية، نُقدّس القوة الفجّة ونتعامل مع العبث السياسي على أنه هيبة، بل إن الخوف من القادم جعلنا نحني رؤوسنا لمن يُتقن لغة الصفقات، لا لغة الدول..
حين يُكرّم البلطجي ويُهمل الدبلوماسي، فاعلم أن السياسة تُدار من تحت الطاولة… لا من فوقها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news