التربوي .. عطاء مهمش وإنجازات مغبونة
قبل 15 دقيقة
على مدى سنوات من المسيرة التربوية والعطاء المتواصل، قدم العديد من الإداريين في المكاتب التربوية والمعلمين في الميدان نماذج مضيئة وأمثلة ناصعة في التفاني والإبداع
.
لم يقتصر دورهم على أداء المهام اليومية الروتينية، بل تجاوزوه إلى تقديم بحوث تربوية رائدة، ورؤى تطويرية أثبتت فعاليتها، ومشاركات علمية ومجتمعية كان لها وقع وأثر واضح في تحسين وجهة جودة التعليم.
ومع ذلك، يظل هذا العطاء، غالبًا عرضة للتجاهل من قبل بعض الجهات المعنية بهذا القطاع.
إن تجاهل الكوادر الكفؤة ليس مجرد خلل إداري عابر، بل هدرٌ لطاقة وطنية ثمينة. ..فحين لا يكافأ الإبداع، ولا يحتفى بالإنجاز، تتسرب مشاعر الإحباط إلى نفوس العاملين، وتتضاءل روح المبادرة، ويخسر الميدان التربوي عناصره الأكثر تأثيراً.. فالمعلم أو الإداري الذي قضى عقودا في تطوير نفسه، وتحقيق نتائج ملموسة، يستحق أن يقدّر جهده لا أن يهمّش.
الأسوأ من ذلك، أن بعض هذه الكفاءات لم تنل حقها من التقدير، بل تغدو مواجهتها أحيانًا بعدم الاعتراف أو بالإقصاء غير المباشر، ولم يشفع لها سجلها الحافل بالتميز. وهنا نقول كيف يمكن أن ينهض التعليم إذا كانت بيئته تنفر المبدعين وتُغفل الكفاءات؟
إن ما تحتاجه المنظومة التربوية ليس قرارات ترقية وظيفية، بل منظومة قيم تنصف أصحاب الخبرة، وتحتوي المبدعين، وتشرع الأبواب أمام مشاركتهم في صناعة العقول وتوجيه دفة التطوير.. فالعطاء لا يقابل بالتجاهل، والجهد لا ينبغي أن يُنسى.
وقد عبَّر التربوي عبدالكريم بكار عن هذه الظاهرة بقوله:
"المجتمعات التي تهمش المبدعين، تفتح أبوابها للركود، وتغلق نوافذها على التغيير"
كما قال أحد التربويين في لقاء تربوي: "التكريم لا يُمنح لمن يرفع صوته، بل لمن يرفع مستوى عمله وعلمه، والميدان شاهد على الانجاز، إن أُعطي فرصة ليبدي رأيه".
إن إنصاف الكفاءات هو واجب أخلاقي ومهني، و أساس تقدم أي مؤسسة هو الانصاف،ولابد أن تراجع الجهات المعنية آليات التقييم والتكريم، لتكون منصفة، عادلة شاملة، تعيد لأصحاب العطاءات مكانتهم، وتبعث في الميدان روحا جديدة عنوانها الوفاء للمنجز الفكري والتقدير للإنسان.
*عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news