في خطوة مفاجئة حظيت بترحيب واسع من الأوساط الاقتصادية، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية عن التوصل إلى اتفاق تاريخي يقضي بتعليق جزء كبير من الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، في محاولة جدية لوضع حد لما بات يُعرف بـ"حرب الرسوم" التي هزّت أسس التجارة العالمية خلال السنوات الأخيرة.
الاتفاق، الذي أُعلن عنه عقب مفاوضات حساسة جرت في جنيف، يتضمن خفض الرسوم الأميركية على المنتجات الصينية من 30% إلى 10%، مقابل خفض بكين لتعريفاتها الجمركية من 125% إلى 10% على البضائع الأميركية، بحسب تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت.
ووصف بيسنت الاتفاق بأنه "تقدم ملموس نحو استقرار اقتصادي عالمي"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الهدنة التجارية هو منح الطرفين الوقت الكافي لإعادة صياغة أسس العلاقة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
الأسواق المالية الدولية سارعت إلى التفاعل الإيجابي مع الإعلان، حيث شهدت مؤشرات الأسهم العالمية ارتفاعات فورية، كما ارتفعت أسعار العملات الآسيوية، في حين انخفضت معدلات القلق من حدوث ركود اقتصادي عالمي محتمل.
محللون وصفوا الاتفاق بأنه "فرصة ذهبية لاحتواء التصعيد"، مؤكدين أن استمرار التوترات التجارية كان يهدد سلاسل التوريد، ويدفع الشركات الكبرى إلى تعديل استراتيجياتها الاستثمارية وتحويل الإنتاج إلى دول بديلة.
بحسب البيان المشترك، سيدخل قرار تعليق الرسوم حيز التنفيذ في 14 مايو الجاري، ما يعني أن أمام الطرفين ثلاثة أشهر فقط للتوصل إلى اتفاق دائم يتناول القضايا الجوهرية، مثل حقوق الملكية الفكرية، الدعم الصناعي، والميزان التجاري.
وتم الاتفاق على إنشاء آلية تنسيقية لمواصلة الحوار التجاري خلال هذه الفترة، تشمل اجتماعات دورية بين المسؤولين من الجانبين لمراقبة التنفيذ والبحث عن حلول جذرية للنقاط الخلافية التي تسببت في إشعال الحرب الاقتصادية.
بدأت الحرب الجمركية بين واشنطن وبكين في 2018، عندما فرضت الإدارة الأميركية آنذاك رسومًا عقابية على واردات صينية بقيمة مليارات الدولارات، ردّت عليها بكين بإجراءات مماثلة، ما أدخل العالم في دوامة من التوترات الاقتصادية.
ومنذ ذلك الحين، تبادلت القوتان الاقتصاديتان فرض الرسوم على مئات المنتجات، الأمر الذي ألقى بظلاله على النمو الاقتصادي العالمي، ورفع أسعار عدد كبير من السلع للمستهلكين في كلا البلدين.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news