العاصفة نيوز/أسعد أبو الخطاب:
لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن دولة أجنبية تُرسل مساعدات طبية أو تقدم دعماً مالياً لدولة من دول العالم الثالث.
قد يبدو ذلك للوهلة الأولى دليلاً على التضامن الإنساني والتعاون الدولي.
لكن عند التمعن في التفاصيل، تتكشف أمامنا مفارقة محيّرة: كيف تقدم هذه الدول المساعدات بيد، بينما تزرع الخراب والدمار باليد الأخرى في مناطق أخرى من العالم؟
اقرأ المزيد...
أول كلمة نطق فيها البابا الجديد.. ماذا قال؟
9 مايو، 2025 ( 7:03 مساءً )
الميثاق الوطني الجنوبي.. بوصلة استعادة الدولة
9 مايو، 2025 ( 6:25 مساءً )
ففي العراق وسوريا وفلسطين ولبنان..، كانت الدول الكبرى طرفًا مباشرًا أو داعمًا في حروب دمرت البنى التحتية، وشرّدت الملايين، وراح ضحيتها الأبرياء. تُرفع شعارات حقوق الإنسان في الإعلام، بينما تُقصف المستشفيات والمدارس وتُرتكب المجازر تحت غطاء “الحرب على الإرهاب” أو “نشر الديمقراطية”.
ثم نراهم يدعمون أنظمة أو جماعات تُسهم في تفكيك الدول المستقرة، ويقفون وراء انقلابات، ويُشعلون صراعات داخلية، ثم يأتون لاحقًا ليعرضوا المساعدة على الضحايا باسم “إعادة الإعمار” أو “دعم الاستقرار”، وكأنهم يُطفئون النار التي أشعلوها بأيديهم.
الأمر لا يتعلق بالرحمة أو العدل، بل بمصالح استراتيجية، ونفوذ سياسي، واقتصاديات معقدة تتحكم بها شركات وسفارات وأجهزة استخبارات.
الدول المانحة لا تعطي بلا مقابل، وغالبًا ما تكون المساعدات وسيلة للضغط أو السيطرة، وليست فعل خير خالص.
إن هذا التناقض الصارخ بين ما يُقال وما يُفعل يطرح تساؤلات أخلاقية كبرى: من يحاسب هذه الدول على جرائمها؟
ومن يمنحها الحق في التدخل في شؤوننا تحت ستار المساعدة؟
وهل حان الوقت لأن تبني دول العالم الثالث استقلالها الكامل بعيدًا عن هذه الهيمنة المقنعة؟
إن كشف هذه الازدواجية هو الخطوة الأولى نحو فهم أعمق للواقع الجيوسياسي، ولبناء موقف وطني موحد يُدرك اللعبة الكبرى، ويعمل على حماية كرامة الشعوب وسيادة الدول.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news