خبراء فرنسيون: الإمارات انتصرت بالقانون وأسّست لسابقة دولية في لاهاي

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 166 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
خبراء فرنسيون: الإمارات انتصرت بالقانون وأسّست لسابقة دولية في لاهاي

سلّط خبراء قانونيون فرنسيون الضوء على سلامة الموقف القانوني لدولة الإمارات، بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية في 5 مايو/أيار 2025، برفض الدعوى التي تقدمت بها سلطة بورتسودان بزعم تورطها في “دعم إبادة جماعية” في إقليم دارفور.

وأكد الخبراء أن الموقف الإماراتي استند إلى أسس صلبة من القانون الدولي، وتحديداً في ما يتعلق بتحفظها على المادة 9 من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

وتُعد المادة 9 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية (1948) هي المادة التي تمنح محكمة العدل الدولية الاختصاص في النظر في النزاعات بين الدول حول تفسير وتطبيق الاتفاقية. لكن دولة الإمارات، عند انضمامها إلى الاتفاقية، أبدت تحفظاً صريحاً على هذه المادة، مؤكدة أنها لا تقبل الاختصاص التلقائي لمحكمة العدل الدولية في النزاعات المتعلقة بالاتفاقية.

وهذا التحفظ يعتبر مانعاً قانونياً لاتخاذ ذلك الإجراء، ما يفقد الدعوى أساسها القانوني وأركانها الشرعية. هذا التحفظ يعكس نهج الدولة في الحفاظ على سيادتها القضائية، مع التأكيد على التزامها الكامل بأهداف الاتفاقية في منع الإبادة الجماعية. ولم تكن دولة الإمارات استثناء في التحفظ على هذه المادة، فقد اتخذت 15 دولة موقفاً مماثلاً لأسباب تتعلق بالسيادة الوطنية. من بين هذه الدول: الولايات المتحدة والهند والفلبين والبحرين وسنغافورة وماليزيا.

وقد أكد العديد من الخبراء الفرنسيين أن هذا التحفظ يتماشى مع أحكام اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات (1969)، التي تسمح للدول بإبداء تحفظات على مواد معينة من الاتفاقيات الدولية، ما لم تكن هذه المواد تشكل جوهر الاتفاقية أو تعارض موضوعها وغرضها. ولأن المادة 9 ليست من المواد الجوهرية المرتبطة بالتجريم أو منع الجريمة نفسها، فإن التحفظ عليها لا يُعد باطلاً من الناحية القانونية.

ووفق الخبراء الفرنسيون فإن دولة الإمارات “اعتمدت مقاربة قانونية منضبطة”، وأن المحكمة لم تجد في ملف القوات المسلحة السودانية ما ينقض الحصانة التي يمنحها تحفظ المادة 9”.

وقال جان بول لوبلان، أستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون: “هذا القرار يثبت أن التحفظات القانونية التي تُبنى بشكل دقيق تكون فاعلة أمام المحاكم الدولية. دولة الإمارات كانت ملتزمة في تعاملها مع القانون الدولي منذ انضمامها للاتفاقية”.

من جهتها، أكدت كلير دوما نائبة المركز الأوروبي للسلام وحل النزاعات ومقره باريس، وهي متخصصة في قضايا النزاعات الدولية، أن قرار المحكمة يشكل سابقة قانونية مهمة، ويكرّس مبدأ سيادة الدولة في ما يتعلق بالتحفظات القانونية المعترف بها دولياً، كما أنه يرسل رسالة للدول التي تسعى إلى استخدام القضاء الدولي كأداة سياسية، مفادها أن الإجراءات الشكلية والالتزام بالقانون هما مفتاح النجاح في هذا الصدد”.

وأضافت:"هذه نتيجة طبيعية لدولة تفهم طبيعة النظام القانوني الدولي، وتضع أساساً دبلوماسياً وقانونياً لمواقفها".

واعتبرت نائبة رئيس المركز الأوروبي للسلام وحل النزاعات، أن قرار محكمة العدل الدولية برفض دعوى القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات يمثل “ليس فقط انتصاراً قانونياً لدولة الإمارات، بل أيضاً تثبيت لمبدأ احترام سيادة الدول ورفض توظيف القضاء الدولي كأداة ضغط سياسي”.

وأضافت "من الواضح أن المحكمة أرادت أن تُرسل رسالة مفادها أن الادعاءات ذات الطابع السياسي، حتى وإن صيغت بلباس قانوني، يجب أن تستوفي المعايير الإجرائية والاختصاصية الصارمة المعمول بها دولياً. وقد نجحت دولة الإمارات في تفكيك الطابع القانوني المزعوم للدعوى، عبر تقديم ملف قوي يستند إلى تحفظها القانوني على المادة 9 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية”.

وأشارت إلى أن المحكمة، برفضها الدخول في جوهر الاتهامات، “عملياً برّأت دولة الإمارات من تهمة التدخل أو التورط في الشأن السوداني”، موضحة أن المحكمة “لم تجد في نص الدعوى ما يثبت خرقاً للالتزامات الدولية، لا في المضمون ولا في الشكل”.

وشددت دوما على أن هذا القرار “يعيد التوازن إلى منطق استخدام القضاء الدولي”، ويدفع نحو “عدم تسييس المحاكم الدولية، أو استغلالها لتصفية الحسابات الدبلوماسية أو الإعلامية”.

وأكدت المتخصصة الفرنسية أن "الانتصار القانوني لدولة الإمارات في لاهاي يعزز صورتها كدولة تحترم الشرعية الدولية، وتدير سياساتها الخارجية ضمن أطر قانونية، حتى في وجه اتهامات ذات طابع سياسي وحقوقي معقد".

كما لفتت إلى أن هذا الانتصار سيمنح دولة الإمارات “مساحة أوسع للتحرك الدبلوماسي والإنساني في المنطقة، بعدما أكدت المحكمة عدم تورطها في دعم أي أعمال إبادة أو خرق للاتفاقيات الدولية”، وهو ما يعزز “موقع دولة الإمارات كلاعب دولي مسؤول، يحترم القانون”.

وسلطت الضوء على أن هذا القرار يشكل سابقة قانونية مهمة، ويكرّس مبدأ سيادة الدولة في ما يتعلق بالتحفظات القانونية المعترف بها دولياً. كما أنه يرسل رسالة للدول التي تسعى إلى استخدام القضاء الدولي كأداة سياسية، مفادها أن الإجراءات الشكلية والالتزام بالقانون هما مفتاح النجاح في هذا المجال.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اتفاق غير معلن بين السعودية و"الحوثيين".. والإفراج عن شيخ قبلي يشعل كواليس السياسة

مساحة نت | 707 قراءة 

لن تصدق من هو...قوات الحزام الأمني تعلن القبض على قيادي حوثي بارز في جنوب اليمن"شاهد"

جهينة يمن | 570 قراءة 

محافظ المهرة يرفض نقل الشيخ الزايدي إلى عدن رغم ضغوط سياسية وقبلية

صدى الجنوب | 424 قراءة 

طيران اليمنية تفاجئ المسافرين بتخفيضات كبرى على أسعار التذاكر

نيوز لاين | 408 قراءة 

تحالف دولي قادم بقيادة أقوى دولتين بخطط عملية عسكرية مركزة..تفاصيل

نيوز لاين | 399 قراءة 

الكشف تسلل خلية حوثية إلى المهرة بإشراف أبو علي الحاكم.. وهذه أسماء أعضائها

بوابتي | 383 قراءة 

طبيب ذكورة يحذر: ضعف الانتصاب يحدث في هذا العمر

جهينة يمن | 364 قراءة 

صحفي سعودي يكشف المفتاح الحقيقي لإنقاذ اليمن: الطرف الحاسم يلوّح بالأمل

المرصد برس | 347 قراءة 

صحفي سعودي بارز: هذا الطرف هو طوق نجاة لليمن واليمنيين

نيوز لاين | 334 قراءة 

لهذا السبب استقبل الرئيس العليمي وفد المقاومة الوطنية

جهينة يمن | 317 قراءة