تهامة 24 – ترجمة خاصة
تتابع الصين عن كثب الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، ساعيةً لاستخلاص دروس استراتيجية قد تُفيدها في حال قررت تنفيذ غزو محتمل لتايوان، وفقًا لما ذكره عدد من الخبراء لمجلة نيوزويك.
وذكرت نيوزويك أن الجيش الأمريكي، بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، أطلق في مارس/آذار الماضي حملة جوية وبحرية استمرت خمسين يومًا ضد مواقع الحوثيين، بمشاركة حاملتي الطائرات “يو إس إس ترومان” و”يو إس إس كارل فينسن”، وهو ما قابلته الجماعة المدعومة من إيران بمحاولات استهداف السفن الأمريكية باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة.
وأشار خبراء تحدثوا للمجلة إلى أن الصين تدرس عن كثب كيف تتعامل الولايات المتحدة مع التهديدات غير المتكافئة، خصوصًا في ما يتعلق باستخدام أنظمة غير تقليدية مثل المسيّرات وصواريخ كروز. ووفقًا لفيل يو، الباحث في مركز “أتلانتيك كانسل”، فإن على الصين أن تستعد لمواجهة أنظمة ساحلية مماثلة قد تعتمدها تايوان أو حلفاؤها.
وأضافت نيوزويك أن تايوان بدورها تطوّر قدرات غير تقليدية بتشجيع من واشنطن، تشمل صواريخ قادرة على ضرب الأسطول الصيني، في مسعى لتعويض الفارق الكبير في التسليح والعدد.
من جهته، قال المحلل البحري أليكس لاك للمجلة إن الصين تراقب بتركيز استجابة القوات الأمريكية لمزيج من التهديدات المتقدمة والبسيطة على حد سواء، مثل تلك التي يستخدمها الحوثيون.
وفي سياق متصل، أشار تقرير نيوزويك إلى أن العمليات الأمريكية استنزفت كميات ضخمة من الذخائر، حيث استخدمت مجموعة “دوايت
أيزنهاور
” وحدها نحو 770 قطعة سلاح في الشرق الأوسط بين نوفمبر 2023 ويونيو 2024. وهو ما دفع باحثين مثل شون كريمر وريتش باتلر إلى التأكيد على ضرورة تطوير حلول هجومية منخفضة الكلفة، والاعتماد على الذات في الصراعات طويلة الأمد.
كما نقلت المجلة عن دانيال بايمن، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الصين قد تستخلص من التجربة الأمريكية أهمية امتلاك قواعد عسكرية خارجية، تُمكّنها من تنفيذ عمليات بعيدة عن سواحلها، خصوصًا في ظل سعيها لتوسيع نفوذها في غرب المحيط الهادئ.
واختتمت نيوزويك بالإشارة إلى أن الحملة الأمريكية الحالية، رغم قوتها، تقدم للصين تصورًا حيًا حول نقاط القوة والضعف في الأداء العسكري الأمريكي، بما في ذلك تحديات الاستخبارات، اللوجستيات، وإدارة المخزون القتالي في مواجهات غير متكافئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news