ما هي النجوم المغناطيسية؟
النجوم المغناطيسية ليست كأي نجم عادي. إنها بقايا مضغوطة لنجم عملاق انفجر في حدث كوني هائل يُعرف باسم المستعر الأعظم (Supernova). بعد هذا الانفجار، يتقلص قلب النجم المنهار ليصبح كرة لا يتجاوز قطرها 20 كيلومترًا، لكنها تحمل كتلة تفوق كتلة الشمس بمرة ونصف.
ما يميز هذه النجوم هو مجالها المغناطيسي الخارق، الذي يفوق المجال المغناطيسي للأرض بمليون مليار مرة. لدرجة أن جسم الإنسان سيتفكك ذرةً ذرة إذا اقترب لمسافة 1000 كيلومتر منها، دون حتى أن يدرك ما يحدث.
ماذا يحدث لو اقتربنا من هذا الوحش الكوني؟
رغم أن هذه النجوم بعيدة عنا حاليًا، فإن اقترابها سيعني كارثة حقيقية. فعلى بُعد مليون كيلومتر فقط، سيعطّل مجالها المغناطيسي الحواسيب، ويمحو بيانات بطاقات الائتمان على الأرض، ويشوش الأجهزة الإلكترونية في المركبات الفضائية حتى لو كانت على بُعد سنوات ضوئية.
والأخطر من ذلك، أن هذه النجوم تطلق أحيانًا انفجارات أشعة جاما وأشعة إكس تفوق في قوتها أي سلاح صنعه البشر، قادرة على إنهاء الحياة على كوكب بأكمله في لحظات.
هل هناك خطر حقيقي على الأرض؟
بحسب الأرصاد الفلكية الحديثة، لا يوجد أي نجم مغناطيسي قريب بما يكفي لتهديد كوكبنا، حيث أن أقرب نجم من هذا النوع يبعد نحو 9000 سنة ضوئية. كذلك، فإن شمسنا لن تتحول إلى نجم مغناطيسي، نظرًا لأن كتلتها لا تؤهلها لهذا المصير.
حقائق مذهلة عن النجوم المغناطيسية
يدوم اليوم على سطح النجم المغناطيسي 3 ثوانٍ فقط، بسبب سرعته الهائلة التي قد تصل إلى 700 دورة في الثانية.
في لحظة واحدة، قد يُطلق طاقةً تعادل ما تُنتجه الشمس في 100,000 سنة.
رسمت أفلام الخيال العلمي صورة لهذه النجوم كـ"أسلحة كونية" تفني المجرات، لكن الواقع العلمي أدهش الجميع بما هو أعظم. فبعض النجوم المغناطيسية تُشوّه نسيج الزمكان نفسه، وأخرى تُطلق سحبًا من الجسيمات عالية الطاقة تُضيء السُدم المحيطة بها كأنها مصابيح فضائية عملاقة.
في الختام
في المرة القادمة التي ترفع فيها نظرك نحو السماء، تذكّر أن هناك نجومًا ليست زينة ولا جمالًا، بل وحوشًا كامنةً في أعماق الفضاء، بانتظار لحظة الانفجار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news