فرانشيسكو أتشيربي: بطل لم يقهره السرطان.. ولا برشلونة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 117 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فرانشيسكو أتشيربي: بطل لم يقهره السرطان.. ولا برشلونة

في كرة القدم، هناك من يسجل الأهداف، وهناك من يصنع المجد، لكن هناك فئة نادرة تكتب التاريخ بدموعها وندوبها ومعاركها الشخصية.. فرانشيسكو أتشيربي أحد هؤلاء.

في الدقيقة 3+90، وبينما كانت كل جماهير إنتر تتنفس بصعوبة، والخروج من دوري الأبطال يلوح في الأفق، ظهر قلب الدفاع الصلب، لا، بل ظهر قلب الإنسان الذي رفض أن يُهزم، لا أمام المرض، ولا حتى أمام برشلونة.

كان إنتر متأخرًا 3-2، ومجموع المباراتين يقول إن الحلم الأوروبي يتسرب من بين أقدام النيراتزوري.. كل شيء كان ينهار، حتى ظهر أتشيربي، ليس فقط لينتظر كرة عرضية أو يتدخل في الوقت المناسب، بل ليُعيد الحياة لفريق كامل، ليُشعل شعلة الأمل من جديد، بهدف لا يُنسى، هدف كتبه بتاريخ لا يعرف سوى النهوض.

رجل واجه الموت.. مرتين

أتشيربي لم يكن مجرد لاعب عاد من إصابة عضلية، أو من دكة البدلاء، إنه محارب نجا من السرطان مرتين.

ففي عام 2013، وبينما كانت مسيرته الكروية تبدأ في الصعود، أصيب أتشيربي بورم سرطاني في الخصية، أجرى عملية جراحية، ثم عاد سريعًا للملاعب، ظن الجميع أنها صفحة وأُغلقت، لكن المرض عاد بعد شهور، أشدّ وأخبث.

خضع للعلاج الكيميائي، وسقط شعره، وضعفت عضلاته، وذبل جسده، لكن لم ينهزم.

واجه أتشيربي السرطان كما يواجه المهاجمين في منطقة الجزاء، بعزيمة لا تهتز، قاتل، وصبر، نجا من الموت ليقف على قدميه من جديد، ويبدأ مشوارًا جديدًا مع الحياة، ومع الكرة.

من سرير المستشفى إلى قمة أوروبا

من كان يظن أن ذاك الجسد المنهك من العلاج، سيقف يومًا ما في ملعب جوسيبي مياتزا، ويُغني نشيد دوري الأبطال؟ من كان يصدق أن ذلك القلب الذي ارتجف في صالة العلاج الكيميائي، سينبض في الدقيقة 90+3، ليقهر برشلونة ويقود الإنتر نحو النهائي الأوروبي؟

هدف أتشيربي أمام برشلونة لم يكن مجرد هدف، كان رسالة. رسالة إلى كل من ظن أن المعركة انتهت، أن الأمل مات، أن العودة مستحيلة.

لقد جاء هذا الهدف من لاعب يعرف أكثر من أي أحد آخر معنى أن تُهزم... ومعنى أن تنهض.

ولأن القصص الملهمة لا تكتمل بلحظة واحدة، أتشيربي عاد بعد صراعه مع السرطان ليُثبت نفسه من جديد على الساحة الدولية، مشاركًا في بطولة يورو 2020 مع منتخب إيطاليا.

لم يكن مجرد اسم في القائمة، بل كان عنصرًا مهما في مشوار الأزوري نحو التتويج.

لعب، دافع، قاتل، وأسهم في أن ترفع إيطاليا الكأس في ليلة تاريخية على ملعب ويمبلي.

كتب اسمه هناك أيضًا، في كتاب المجد القاري، كلاعب نجا من المرض، ونجح مع منتخب بلاده، وساهم في واحد من أعظم انتصاراتها.

والآن، بعد سنوات من تلك الليلة، يعود لكتابة فصل جديد.. بقميص إنتر، وفي البطولة الأغلى، وكأنه لم يكتفِ بأن يكون "الناجي"، بل قرر أن يكون البطل.

الكرة حين تكرّم الشجعان

كرة القدم لا تُكافئ دائمًا الأبطال، لكنها لا تنسى الشجعان، وأتشيربي شجاع بالمعنى الحرفي، لم يُسجل هذا الهدف فقط بقدمه، بل بكل دمعة سقطت منه وهو يقاوم المرض، بكل لحظة ضعف تجاوزها، بكل تمرين خاضه بجسد أنهكه العلاج.

هو مدافع، نعم، لكن في تلك اللحظة، كان مهاجمًا للاستسلام، مهاجمًا للهزيمة.. وكان قائدًا، حتى لو لم يحمل شارة القيادة، لأنه حمل ما هو أثقل، روح الفريق، وتاريخه، وأحلام جماهيره.

ختامًا.. الكرة ليست مجرد لعبة، أحيانًا تتحول إلى سيرة حياة، وفرانشيسكو أتشيربي، الذي قهر السرطان مرتين، عاد ليسجل هدفًا في الوقت بدل الضائع، ويقود الإنتر إلى المجد، لأنه ببساطة، رجل لا يعرف الهزيمة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مقترح لاستقالة العليمي ومناشدة للرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي

المشهد اليمني | 678 قراءة 

ترقب قرار سعودي بشأن اليمن

كريتر سكاي | 668 قراءة 

بشان الإنترنت...بشرى للمستخدمين: الاتصالات في صنعاء تكشف عن هذا الامر

جهينة يمن | 522 قراءة 

محلل سياسي سعودي يهاجم التحالف.. صنعتُم رؤساء ومجالس وفصائل.. وتنتظرون دولة؟

يني يمن | 470 قراءة 

هزت العاصمة صنعاء...من هم آل بادي؟.. القصة وراء اعتداء وحشي على طفل

جهينة يمن | 436 قراءة 

شركة عالمية تحرج طارق عفاش (وثيقة)

جهينة يمن | 304 قراءة 

محلل سياسي سعودي يهاجم التحالف.. صنعتُم رؤساء ومجالس وفصائل.. وتنتظرون دولة؟

جهينة يمن | 296 قراءة 

خطاب أحمد علي عبدالله صالح والعودة لجذور الدولة القوية

المنتصف نت | 284 قراءة 

الفنان الساخر ”محمد الحاوري” يرد على الزامل الحوثي ”سليت سيفي” بعد تصدره الترند ”شاهد”

المشهد اليمني | 227 قراءة 

حرب المولات تشتعل في عدن.. الزُبيدي يطارد ظل البركاني في قلب العاصمة

جنوب العرب | 226 قراءة