نظام لا يجيد إلا صناعة الأزمات

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 38 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
نظام لا يجيد إلا صناعة الأزمات

كتب : العقيد/ محسن ناجي مسعد

الصراع الذي تدور أحداثة داخل أروقة السلطة وخلف الكواليس يدخل ضمن سياق صراع المصالح الضيقة بين أقطاب الحكم الذين عمرهم ما عرفوا ولا أدركوا في يوم من الأيام ماهو نوع وطبيعة الصراع الذي يقوم على قاعدة المصلحة الوطنية وعلى قاعدة من يقدم الأفضل لهذا الوطن ولهذا الشعب الذي ظلت معاناته وهمومه وكافة أمور حياته غائبة تماما عن أجندات وخطط أقطاب الحكم الذين أثبتوا وبما لا يدع مجالا للشك بأن إدارة شؤون البلاد تحتاج إلى ناس يتميزون عن غيرهم بالعديد من الصفات التي قلما نجدها عند الأخرين ..

فرجال الحكم ينبغي أن يتصفون بالنزاهة ونظافة اليد والأخلاص وبالحكمة وبالكفاءة والخبرة وسعة الأفق وأن يتميزون بكافة الصفات الحميدة التي تؤهلهم لإدارة شؤون البلاد التي لا تدار بالفهلولة والمجاملة والنفاق والإنغماس في الفساد والمتاجرة بمعاناة الناس مثلما هو حاصل اليوم مع أقطاب الحكم الذين لا يتصفون بأي صفة من تلك الصفات الحميدة التي أشرنا إليها ولا تمت لهم بصلة من قريب أو بعيد

حيث تأكد ومن واقع ما يجري في الساحة الجنوبية ومن واقع معايشتنا لهؤلاء الحكام بأنهم مجرد دمى تحركها أصابع خفية وإنهم لا يجيدون إلا لغة واحدة وهي اللهث وراء المال واللهث وراء ترتيب أوضاع حبايبهم وقرة أعينهم وتمكين أقرب المقربين لهم من شغل المناصب الوزارية والإدارية العليا التي يتهافت عليها أقطاب الحكم الذين غابت عن سمائهم وعن قاموس حياتهم مصلحة هذا الشعب الذي دخل في مستنقع المعاناة الطويلة التي لا ينقطع سيلها ...

المعاناة التي تعيد إنتاج نفسها وتعيد تكرار نفسها يوماً بعد يوم وشهراً بعد آخر وعاماً بعد عام دون أن تجد من يتصدى لها ويقف في وجهها ودون أن تجد من يعمل على إقتلاع الأسباب الحقيقية التي تقف وراء كل تلك المعاناة التي أنهكت الشعب وأخرجته عن طوعه نتيجة اشتدادها وإرتفاع وتيرة حدتها ودرجة حرارتها الملتهبة ..

لقد تيقن الناس بأن إستدامة معاناتهم سوف تتفاقم يوماً عن يوم وستتعمق معاناتهم أكثر فأكثر دون أي مغيث ويرجع السبب في ذلك إلى تخلي أقطاب الحكم عن مسؤولياتهم السياسية والوطنية تجاه مختلف القضايا المرتبطة بحياة المجتمع نتيجة عدم إمتلاكهم أي رؤية سياسية تبين لهم ماهية الطرق والأساليب والأليات التي يستطيعون من خلالها أن ينتشلوا البلاد والعباد من حالة الضياع والبؤس والفوضى العارمة التي بلغتها في ظل عجز تام من جانب أقطاب الحكم الذين بلغ بهم الحال إلى الحد الذي لم يعد بمقدورهم أو بإمكانهم إمتلاك ناصية الحل لكافة الأزمات الطاحنة أغرقت البلاد في وحلها وهي الأزمات التي لم تأتينا من كوكب آخر أو من بلاد الواق واق بل هي في الاصل من صنع النظام نفسه الذي أعتاد على معالجة أزماته بخلق المزيد من الأزمات التي غمرت البلاد وأغلقت في وجهها كافة أبواب الحل التي وقفت حائرة أمامها ودون أن تجد سبيل لحلها بسبب غياب القادة الوطنيين الحقيقيين الذين يتنكرون لذاتهم ويضعون مصالحهم الشخصية والضيقة جانباً ويقضون كل وقتهم ويعطون جل اهتمامهم ويبذلون كل ما في وسعهم من أجل إخراج البلاد والعباد من نفق تلك الأزمات المستفحلة التي تسببت في وصول اليمن إلى مرحلة الدولة الفاشلة التي تعمها الفوضى وفي ظل إنعدام شبه تام لكافة مقومات الحياة الضرورية التي تعين الناس على مواجهة متطلبات حياتهم اليومية وتوفير حاجياتهم الأساسية التي لم تعد في متناول أيدي الناس حتى ولو في حدودها الدنيا ...

حياة قاسية ومن الصعب القول بأن الإنسان قادر على تحمل كل تلك المصاعب التي تقف اليوم في طريق المجتمع وفي طريق حياته اليومية التي تزداد تعقيداً وصعوبة وقساواة نتيجة إنفلات تلك الأزمات من عقالها ونتيجة سطوتها التي لا يقدر أحد على كبح جماحها أو تجنب أثارها السلبية أو إطفاء حرائقها المشتعلة التي ألتسع جميع الناس بنيرانها وشظاياها المتطايرة التي لم يسلم منها أحد دون تميز على عكس السلطة التي أضحت تمارس عملية انتقائية تجاه مواطنيها وتجاه توزيع خيرات البلاد التي تذهب جلها إلى بطون الفاسدين واللصوص وأقطاب الحكم الذين تسببوا بكل تلك الأزمات التي أصابت البلاد والعباد حتى أضحت خارج السيطرة وخارج قدرة نظام الحكم نفسه على حلها بعد أن أطلق لها العنان حتى وصلت إلى مرحلة لم يعد بمقدور أحد الاقتراب منها أو حتى ملامستها وهذا يؤكد بأن كافة الأزمات التي يقف خلف صناعتها النظام الحاكم كانت تسير في وادي وأقطاب الحكم كانوا يسيرون في وادي آخر ليؤكدوا مرة بعد الأخرى بأن هذا الافتراق الذي حدث بينهم وبين تلك الأزمات التي عاثت بالبلاد فساداً وخراباً يرجع في الأصل إلى الخوف الذي أصابهم وظل يعتريهم من مسألة الاقتراب من تلك الأزمات التي صنعوها بأيديهم وخرجت من رحم مطبخهم السياسي الفاسد الذي لا يتقن الا صناعة الطباخات الفاسدة التي يروج لها ويسوقها إعلامهم الرخيص الذي ما برح من الحديث عن انجازات النظام ونجاحاته الغير معلومة والتي لم نجد لها ترجمة على أرض الواقع الجنوبي ولم نجد لها أصل في أوساط المجتمع الذي أدخلته الأزمات المستفحلة في حالة غيبوبة وأدخلت معه الجنوب في حالة انهيار وانعدام شبه تام لكافة مقومات الحياة الضرورية التي تعرضت وعلى مدى ثلاثة عقود متتالية لعملية تجريف متعمد وتدمير ممنهج نتج عنه في نهاية المطاف أمور مريعة وخراب لا مثيل له شمل شتى ميادين حياتنا التي تعرضت خلال تلك العقود العجاف لأمور لا يمكن لأحد أن يتصور حدوثها بمثل هذه الصورة الفجة والبشعة والمأساوية التي نرى أثارها شاخصة أمامنا اليوم وهي تنخر في الناس وتتغلغل بين أوساط شعبنا الذي فقد حريته وحقه في الحياة الكريمة وحتى لقمة عيشه بات اليوم يتسولها ويستعطف الشرعية حتى تتكرم عليه بكسرة خبز يسد بها رمق جوعه الذي لا يرحم ...


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الرئيس مهدي المشاط يزف بشرى سارة لأبناء الشعب اليمني

اليمن السعيد | 1092 قراءة 

"دبلوماسية الشرعية" تنجح في وقف القصف على صنعاء وإفشال الحرب البرية

الأمناء نت | 918 قراءة 

عاجل: قرار رئاسي جديد بتعديلات وزارية في حكومة بن بريك

المشهد اليمني | 686 قراءة 

الكشف عن دعم خليجي لرئيس الوزراء الجديد بن بريك

الميثاق نيوز | 653 قراءة 

أين هو عبدالملك الحوثي؟.. مسؤول يمني يفتح النار على زعيم الحوثيين

المشهد اليمني | 619 قراءة 

اليمن تعود إلى العهد الإمامي.. استلام وتسليم بين عبدالملك الحوثي والإمام حميد الدين

المنتصف نت | 456 قراءة 

رجل المستحيل: كيف أنقذت السعودية علي عبدالله صالح من موت محقق بعد أن رفض الأمريكان لمسه؟

نافذة اليمن | 428 قراءة 

بالصورة..المسيرة تزف البشرى لكافة المواطنين بهذا الخبر السار للغاية وهذا ماحدث قبل قليل

اليمن السعيد | 405 قراءة 

أمريكا تصفع الحوثيين .. اتفاق وقف الهجمات في البحر الأحمر تم مع إيران

المنتصف نت | 383 قراءة 

بعد التهدئة في البحر الأحمر ..الحوثي يتجه إلى هذا التصعيد على الأرض

المشهد اليمني | 350 قراءة